توجيهات المرجع الحكيم لزوار الإمام الحسين 'ع' بمناسبة ذكرى الأربعينية

المرجع السيد محمد سعيد الحكيم

١ - أن تجدّوا في شكر الله تعالى على نعمته هذه وسائر نعمه فإنه مسبب الأسباب، وهازم الأحزاب، وليكن شكركم له عملياً في الحفاظ على قدسية هذه الشعائر ، بالتزام أوامر الله تعالى ومجانبة معاصيه ، والتورع في الأمور ، والتثبت فيها ، والحفاظ على تعاليم أئمتكم (صلوات الله عليهم) في حسن المخالطة ، وجميل المعاشرة ، ونزاهة السيرة ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة.
٢ - أن تكون مسيرتكم وزيارتكم حسينية خالصة ، ومظهراً للتفجع لمصيبة سيد الشهداء (عليه السلام) واللعنة لقاتليه ، والولاء لأهل البيت (صلوات الله عليهم) وتأكيد ظلامتهم ، والتذكير بمقامهم ، وعظيم منزلتهم ، والبراءة من أعدائهم وغاصبي حقوقهم ، والتأكيد على جرائم أولئك الظالمين وطغيانهم وسوء عاقبتهم.
ولا تخرجوا بها عن ذلك إلى ما هو أجنبي عنها، بحيث تكون مسرحاً لترويج الاتجاهات المختلفة، والشعارات المتضاربة ، ويستغلها ذووا المصالح والأهواء ، فإن ذلك يخرجها عن حقيقتها التي أرادها لها أئمتنا (صلوات الله عليهم)، ويشوّه صورتها ، بل قد يسير بها ذلك للتناحر والمصادمات التي قد تكون مبرراً لمنعها ، أو سبباً للتنفر منها وتحجيمها ، أو القضاء عليها ، كما رأيناه في العصور السابقة في بعض فترات الصراع الداخلي.
٣ - عليكم أن تلتزموا خطّ أهل البيت (عليهم السلام) في التزام الحق ، والإخلاص في العمل، وصدق النيّة ، والحفاظ على الواقعية ، والتثبت في الأمور ، والتعاون مع أهل الحق والدين والاستقامة، ممن لا تنالهم الظنون ، ولم يتورطوا في الشبهات ، ولا تخرجوا عن ذلك وتمل بكم الأهواء ، وتنخدعوا بالشعارات البرّاقة والدعوات الجوفاء التي هي (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ َمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَالله سَرِيعُ الْحِسَابِ) . وقد أقام الله تعالى الحجّة، وأوضح الحق لطالبه، ولم يدع عباده في جهالة.
٤ - عليكم بالتوادد ، والتحابب ، والتآلف ، والتعاطف ، وتثبيت أواصر الأخوة بينكم ، تبعاً لوحدة هدفكم ، وشرف غايتكم ، وقدسية دعوتكم ، ولو فرض اختلاف بعض وجهات النظر فلتكن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبكمال الهدوء والتروي ، والحذر الحذر من العنف والتطرف الذي قد يجر للعداء والصدام بما تحمد عقباه ولا نجني منه غير الضرر والمآسي التي أجهدتنا وأنهكتنا.
تعليقات