﴿وَاللّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُون﴾ ﴿بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِِم يَكْتُبُونَ﴾

(( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ))

(( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ))

🔻 قالت الآية الكريمة والله يكتب ما يبيتون والأخرى قالت بلى ورسلنا لديهم يكتبون ما هو الفرق بينهما مع تفسير الآيات؟

🔻وهل خصت الآيات القرآنية الحسنات أو السيئات أو عامة وشاملة لكلاهما؟

الجواب :
انّ من كان ملمّـًا بحقائق القرآن وعارفًا بلسانه يقف على عدم وجود أيِّ تناقض وتناف بين ذلك النفي وهذا الإثبات، وذلك لأنّ الهدف من حصر التدبير باللّه سبحانه هو حصره به على وجه الاستقلال، أي من يدبر بنفسه غير معتمد على شيء.

وأمّا المثبت لتدبير غيره، فيراد منه انّه يدبر بأمره وإذنه وحوله وقوته على النحو التبعي فكل مدبر في الكون من ملك وغيره فهو مظهر أمره ومنفِّذ إراداته.

وليس هذا بعزيز في القرآن ترى أنّه سبحانه ينسب فعلاً لنفسه وفي الوقت نفسه ينسبه لشخص آخر، ولا تناقض، لاختلاف النسبتين في الاستقلال والتبعية، قال سبحانه: ﴿اللّهُ يَتَّوَفى الأنْفُسَ حينَ مَوتِها﴾ و قال: ﴿حَتّى إذا جاءَ أحَدَكُمُ الْمَوتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا﴾.

فالتوفّي على وجه الاستقلال هو فعله سبحانه، وأمّا التوفّي بحوله وقدرته وإرادته وأمره فهو فعل الرسل.

وبعبارة أُخرى: هناك فعل واحد وهو التوفّي، يُنسب إلى اللّه بنحو وإلى رسله بنحو آخر، دون أيّ تناف وتنافر بين هذين النسبتين.

ونظيره قوله سبحانه: ﴿وَاللّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُون﴾  وفي الوقت نفسه يعتبر الملائكة كَتَبَة الأعمال ويقول: ﴿بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِِم يَكْتُبُونَ﴾.
تعليقات