الهداية في القرآن الكريم

الهداية في القرآن الكريم لها معاني ومستويات ممكن توضيحها؟ .
ومن هو المهتد ومن هو الضال ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب :
هناك نوعين من الهداية: هداية عامة تعم كل الموجودات عاقلها وغير عاقلها وهي على قسمين:
أ- الهداية العامة التكوينية والمراد منها خلق كل شيء وتجهيزه بما يهديه الى الغاية التي خلق لها ، قال سبحانه حاكياً كلام النبي موسى عليه السلام: (( ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى )).

ب- الهداية العامة التشريعية وهي عبارة عن الهداية الشاملة للموجود العاقل المدرك المفاضة عليه بتوسط عوامل خارجة عن ذاته وذلك كالانبياء والرسل والكتب السماوية واوصياء الرسل وخلفاءهم والعلماء والمصلحين قال سبحانه (( وان من امة الاخلا فيها نذير )).
اما النوع الثاني من الهداية: فهي الهداية الخاصه التي تختص بجمله من الافراد الذين استضاؤوا بنور الهداية العامه تكوينها وتشريعها فيقعون مورداً للعناية الخاصة منه سبحانه.
ويدل على ذلك قوله سبحانه (( ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب )) فعلق الهداية على من اتصف بالانابة والتوجه الى الله سبحانه وقال سبحانه (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين )) فمن اراد وجه الله سبحانه يمده بالهداية الى سبله.
وكما انه علق الهداية هنا على من جعل نفسه في مهب العناية الخاصه علق الضلاله في كثير من الآيات على صفات تشعر بأستحقاقه الضلال والحرمان من الهداية الخاصه قال سبحانه (( والله لا يهدي القوم الظالمين )) وقال سبحانه (( وما يضل به الا الظالمين ويفعل الله ما يشاء )) وقال سبحانه (( وما يضل به الا الفاسقين )) فالمراد من الاضلال هو عدم الهداية لأجل عدم استحقاق العنايه والتوفيق الخاص لانهم كانوا ظالمين وفاسقين.
وبالمراجعه لم ينسب في كلامه الى نفسه اضلالاً الا ما كان مسبوقاً بظلم من العبد او فسق او كفر او تكذيب ونظائرها التي استوجبت قطع العنايه الخاصه وحرمانه منها.
♦️ اذا عرفت ذلك تقف على ان الهداية العامة التي بها تناط مسألة الجبر والاختيار عامة شاملة لجميع الافراد ففي وسع كل انسان ان يهتدي بهداها, واما الهداية الخاصه والعناية الزائدة فتختص بطائفه المنيبين والمستفيدين من الهداية الاولى وفي هذه الهداية تعلقت مشيئته بشمولها لصنف دون صنف ولم تكن مشيئته مشيئة جزافية بل الملاك في شمولها لصنف خاص هو قابليته لان تنزل عليه تلك الهداية لانه قد استفاد من الهداية التكوينيه والتشريعية العامتين فاستحق بذلك العناية الزائدة كما ان عدم شمولها لصنف خاص ما هو الا لأجل اتصافهم بصفات رديئه لا يستحقون معها تلك العناية الزائدة (انظر الألهيات ج2 ص387).
تعليقات