السيد محمد علي الحلو |
هاشم الباججي - عند خروجه من الدرس الذي يلقيه عند مرقد السيد الخوئي (قده)في الصحن العلوي الشريف التقينا سماحة السيد محمد علي الحلو – دام توفيقه وطلبنا منه اجراء لقاء لمجلة الولاية للحديث عن بدايته العلمية والواقع الفكري والثقافي الذي نعيشه اليوم فأبدى موافقته لذلك،وتم اللقاء في براني سماحة السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله.
س1/ السيرة الذاتية والعلمية؟
ولدتُ من عائلة علمية في النجف الاشرف – محلة العمارة سنة 1957م وكانت هذه الاجواء العلمية التي كنت أعيشها قد ساعدتني كثيرا في مواصلتي لدراستي الاكاديمية والحوزوية، وقد أكملت دراستي الاكاديمية بعد تخرجي من كلية الادارة والاقتصاد – جامعة الكوفة،فتوجهت بشكل كلي الى الدرس الحوزوي في ثمانينيات القرن الماضي، و بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 توجهنا الى ايران ومكثت هناك في قم لإكمال دراستي الحوزوية.
ومن بين أبرز أساتذتي، في النجف الاشرف السيد محمود الميلاني، والشيخ محمد حسن الانصاري والشيخ محمد الفرطوسي قبل أن نغادر النجف، وفي قم الشيخ حسن الرميتي العاملي وفي البحث الخارج الشيخ هادي ال راضي والسيد حسين الشاهرودي والسيد كاظم الحائري والشيخ محمد السند والسيد مرتضى علم الهدى، وبعد عودتنا الى النجف بعد سقوط النظام حضرت دروس البحث الخارج عند سماحة السيد الحكيم وسماحة الشيخ الفياض دام ظلهما الوارف.
س2/ متى بدأ ارتباطك بالكتاب والمطالعة؟
كنت احب القراءة وأنا طالب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وكنت اقرأ كتب والدي والمجلات التي تقع في يدي، وبعدها كنت اقرأ لطه حسين والعقاد وكنت معجبا بأسلوبهما وان كنت متحفظا على بعض كتاباتهما وأفكارهما
س3/ كيف بدأت الكتابة؟
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وفي النجف الأشرف بدأت الكتابة وكنت اعرض كتاباتي على سماحة السيد حسين بحر العلوم (قدس)، واول ماكتبت في منتصف الثمانينات عن المختار الثقفي وعرضته على السيد حسين بحر العلوم رحمه الله تعالى فشجعني على الإستمرار في الكتابة ونصحني بعدم نشره وطباعته بسب ملاحقة أزلام النظام آنذاك للكتاب والمؤلفين في القضايا الدينية،ثم كتبت كتاباً آخر وبأسلوب المقارنة بين الماركسية والإسلام وعرضته على سماحة السيد محمد صادق الصدر رحمه الله وكان يدّرس في الجامعة الدينية وكان يشجعني كثيرا ولكنه أيضا نصحني بعدم نشره بسبب الظروف التي كنّا نعيشها.
س4/ أبرز مؤلفاتكم وما عددها؟
في قم شاركت بكتاب (مقارنة بين الماركسية والاسلام) وحصل الكتاب على المركز الرابع في المسابقة السنوية التي تقام في قم لأفضل كتاب، وحثني السيد عبد الامير المؤمن ان اكتب واشارك في المؤتمرات والندوات العلمية وفعلا عندما كتبت بحثا عن الامام الصادق الصادق في أحد المؤتمرات وقد وزع هذا البحث في اليوم الاول، واول مجلة نشرت لي مجلة النور التي تصدر في لندن وكتبت فيها عن فدك وكانت تنشر لي بصورة دورية، وكتبت ادب المحنة ومظلومية الزهراء واثبت هذه الحادثة بصورة ادبية شعرية منذ الصدر الثاني في القرن الاول ولحد الآن وطبع الكتاب ونال استحسان المهتمين بالشأن الادبي، وكتبت خلفاء المدرستين الذي طبعته مؤسسة الغدير، وقد بلغ عدد المؤلفات التي كتبتها 39 كتابا.
س5/ كيف بدأت بانشاء مكتبة الامام الصادق عليه السلام؟
بعد رجوعي من ايران وجدت الحاجة الى انشاءمكتبات في غير المدينة القديمة بعد توسع مدينة النجف الأشرف وكذلك صعوبة الوصول الى المدينة القديمة في بعض الحالات والمناسبات والحاجة الفعلية بعد ازدياد عدد السكان، فكان همي انشاء مكتبة في حي السعد لتكون عونا للمكتبات القديمة وانشات المكتبة عام 2007 وضمت جميع الاختصاصات ووضعنا نظام الإستعارة الخارجية الذي لا يوجد عند أي مكتبة من مكتبات النجف،ويوجد في المكتبة 18 الف كتاب وهي في تطور مستمر.
س6/ ما دور المكتبات في نشر الوعي الفكري والثقافي بين شريحة الشباب؟
هناك تنافس بين الكتاب والانترنت وله الغلبة ولابد من استقطاب الشباب ولابد للمكتبات أن تنهض بمسؤولياتها، فالمكتبات لها خصوصية وليس استعارة الكتاب فقط، فيجب عليها تطوير عملها وبرامجها مثل اقامة ندوات اوحوارات حول مناقشة كتاب أو بحث معين أو غيرها من الامور لكسب المطالعين والرواد، واغلب المكتبات تعاني من قلة الرواد الا الباحثين منهم ومع الاسف تجد قلة من المجتمع مهتم بالقراءة.
س7/ كيف تقيمون مكتبات النجف الاشرف ولاسيما مكتبة الروضة الحيدرية؟
لا ننكر اهمية مكتبات النجف في الخمسينات والستينات وكانت المكتبات توفر الكتب والمخطوطات، واليوم لابد ان تكون المكتبة واعية بمسؤوليتها فتشعب تلقي المعلومة من وسائل الاعلام المختلفة جعل الكثير يعرضون عن الكتاب فلابد من استخدام طرق اخرى كالمسابقات والندوات وغيرها لاستقطاب القرّاء،ومكتبة الروضة مهمة لأنها تنتسب للمرقد الطاهر أولا وهي البذرة للنجف وللعراق وتبقى هي المكتبة الام وهي من المكتبات النموذجية على مستوى العراق.
س8/ نصيحتكم للشباب للتوجه نحو القراءة
ان مسؤولية حفظ الشباب مهمة وهناك حملة لإبعاد الشباب عن ثقافتهم عن طريق الهائهم بشتى الاساليب المتطورة وغيرها،فلابد للشباب ان ينهضوا بأنفسهم وأن يبادروا للعلم والمعرفة والمطالعة ليكونوا قادرين على حماية أنفسهم ورد الشبهات التي تطلق هنا وهناك،اسال الله ان يكونوا بمستوى المسؤولية والمكتبات هي المأوى الحقيقي لهم.
نشرت في مجلة الولاية العدد 95 / العتبة العلوية المقدسة