هل محاسبة الإمام المعصوم فيه إشكال وما دليلكم على ذلك؟


السؤال : هل محاسبة الإمام المعصوم فيه إشكال وما دليلكم على ذلك؟

الجواب : إنّ عقيدتنا بالإمام (ع) تختلف عن عقيدة غيرنا, فالإمام ليس رئيس بلدة, أو مدينة أو محافظ , أو قائد عسكري, أنه إمام معصوم مفترض الطاعة, أن يحاسب , ولا يُحاسب.
وعندنا من الأدلة العشرات , أكتفي بذكر دليل واحد فقط :

قوله تعالى: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) .

كيفية الإستدلال على عصمتهم (عليهم السلام) :
إنّ الله أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم......................(الصغرى)
ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم لا بد أن يكون معصوماً ......(الكبرى)
إذن الله بطاعة المعصوم  .............................................(النتيجة)

أمّا بيان الصغرى: فالله سبحانه وتعالى أطلق وجوب إطاعة أولي الأمر من دون أنْ يقيده بشيء, فالطاعة لهم مطلقة دون قيدٍ أو شرطٍ .

أمّا بيان الكبرى: فالله سبحانه وتعالى الحكيم, لا يمكن أنْ يأمر بوجوب إطاعة من يرتكب الذنوب والأخطاء, لأنه إنْ لم يكن معصوماً, كان معرضاً للخطأ أو الذنب, والخطأ والذنب منهيٌ عنه أكيداً, فإذا أمرنا الله بوجوب إطاعته, مع إرتكابه للخطأ المنهي عنه, فهذا اجتماع للأمر والنهي في مورد واحد وهو مستحيل جزماً.
فالصغرى والكبرى تامتان جزماً, فتصدق النتيجة جزماً.
أضف إلى ذلك أنّ إطاعة أولي الأمر معطوفة على الرسول بلا إعادة فعل (أطيعوا) وهذا معناه وحدة الملاك في طاعة الرسول وطاعة الإمام فهل تفهم أخي رعاك الله خذ زادا قبل الرحيل ما أقول ؟!!!


السؤال : أفهم تماما ما تقول أنا أؤمن بعصمتهم لكن إذا سألت الإمام لماذا فعلت كذا ولماذا لم تقتل فلانا مع اعتدائه على بنت رسول الله هل أكون مأثوما بسؤالي؟

الجواب : قد لا تكون مأثوماً, ولكن تجهل معرفة الإمام (ع). إنّ الآية المتقدمة وغيرها تثبت أنّ العصمة المطلقة لهم, وغيرها من الآيات تثبت الولاية لهم (ع). نحن نعتقد أنّ أهل البيت (ع) أئمة , وليس من حقنا أنْ نعترض على أي شيء يصدر منه. ونقطع أنْ لا يصدر منهم إلى ما فيه مصلحة, ولا يصدر منهم أي مفسدةٍ حتى لو كانت على نحو الكراهة .
هذه عقيدتنا نعيش ونموت عليها , وإنما ذلك ليس جزافاً, وإنما بأدلة قطعيةٍ, وأذكرك بهذه الرواية اللطيفة:
(( عن بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت: هذا حرام، وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت: «حلال» حلال، وأن الذي قلت: «حرام» حرام. فقال: رحمك الله، رحمك الله))

سماحة الشيخ الميرزا طالب الساعدي (أعزه الله)
تعليقات