هي ان نتخيل ان لله تعالى جسما فنجعل الله من الموجودات المادية ونتخيل انه في مكان معين كالسماء على كوكب معين او في جنة خاصة به، نتخيل انه مثل الانسان وله لحية ولكنه اكبر حجما وغير ذلك من التخيلات الباطلة....
ان هذه الصور المادية التي يصنعها ذهن البشر ويصف بها الذات الالهية مأخوذة من عالمنا الحسي عالم الموجودات المحيطة بنا، انسان، شجر ، حجر، جبل، كوكب ، نجم ، سماء ، ارض ، فتخيلنا ان الله مثل هذه الموجودات وتعالى الله عن ذلك.
ان جميع الموجودات ذات الاجسام محتاجة الى المكان والزمان لايمكن ان توجد الا في مكان معين وجهة محددة لا يمكنها ان تكون في مكانين في زمن واحد، ولايمكن ان تكون موجودة في زمنين في ظرف واحد محدودة في ان لها حجم معين لا يمكن ان تتعداه، والاهم من ذلك انها تتغير باستمرار
وليس لها حال ثابت ....
بعد كل هذه النواقص والحاجات هل يصلح لوجود جسماني ان يتصف بالصفات الربوبية المطلقة؟ كيف لموجود جسماني ان يكون محيط بكل شيء؟
كيف لموجود جسماني يكون ظاهرا وباطنا في نفس الوقت؟
الموجودات الجسمانية لها صفة واحدة وحالة واحدة مقيدة بها.
كيف لموجود جسماني ان يكون علمه مطلق وقدرته مطلقة وجميع صفاته لاحد لها وهو جسم محدود ؟!
ان وجود الله اعلى واشرف من الوجود المادي الجسماني لاحد له ولاغاية ولانهاية.
وقد اعطى الله لنا وجودا يكون علامة من داخل الانسان شاهدا على ان هناك وجود ارقى من عالم الحس والمادة ولا ينبغي لاي عاقل ان يكون اسيرا لحسه وتابعا لمخيلته الطفولية... هذا الشاهد هو نفسه التي بين جنبيه، فهي وجود محيط بجسده تدبر شؤنه وتحركه وتقوم باشياء معنوية لا يمكن لعالم المادة ان يوجدها، ( من عرف نفسه فقد عرف ربه).
بعد كل هذا هل يصح ان نخضع لمخيلتنا ونقول اننا بحثنا في السماء ولم نجد الله ؟ ان من يقول ذلك انما هو اسير افكار الحس التي تربى عليها من الطفولة وتعشعشت في ذهنه بحيث صارلايرى موجودا الا اذا كان له جسم.
ما هي فكرة التجسيم ؟ وكيف نرد عليها ؟
تعليقات