كيف نحاجج من يقول ان التقليد ليس بواجب

السؤال : كيف نحاجج من يقول ان التقليد ليس بواجب ؟ وان من يستطيع احكام عقله من بعد الايات القرآنية لا يحتاج الى تقليد أي مرجع ؟


الجواب : الدليل على التقليد  :

1⃣ قوله تعالى:{وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون} سورة الأنبياء /آية 7 .
‌2⃣ قوله تعالى:{وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون}.سورة التوبة/ آية 122
3⃣ حكم العقل : فالعقل يحكم بلزوم حق الطاعة للمولى بملاك أنه المنعم و الخالق فيلزم على المكلف الخروج عن عهدة وذمة التكاليف الواقعية الشرعية المعلومة بالأجمال ، ولا طريق ممكن للعامي لاحراز الامتثال غير التقليد .
4⃣ حكم العقل بملاك وجوب دفع الضرر : إن العقل يحكم بلزوم دفع الضرر المحتمل الناتج من إهمال امتثال الأحكام الشرعية المنجزة بالعلم الإجمالي ، والمكلف العامي حسب الفرض ليس أمامه إلا التقليد للوصول إلى ما يؤمنه من العقاب الذي هو كبير وعظيم على تقدير تحققه فيحكم العقل بوجوب دفعه .
5⃣ الإجــماع : حيث قام إجماع الفقهاء قديماً و حديثاً على وجوب التقليد على المكلف العامي للوصول إلى الأحكام الفرعية ، وهذا يدل يكشف عن وصول الحكم من المعصومين عليهم السلام .
6⃣ سيرة المتشـرعة المتدينين : من الواضح إن سيرة المتشرعة من المؤمنين والمسلمين منذ عصر الأئمة(عليهم السلام) إلى يومنا هذا على اتباع مبدأ الاجتهاد والتقليد .
7⃣ روايات وجوب التقليد : الأخبار التي تشير إلى وجوب التقليد على المكلف كثيرة جدا .
🔹منها ما ورد عن الإمام العسكري( عليه السلام ) : {فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه }.
ومنها ما عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) : { وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا } .
🔹ومنها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : { إذا أردت حديثناً فعليك بهذا الجالس ، وأومأ إلى رجل ، فسألت أصحابنا ، فقالوا ، زرارة بن أعين } .
🔹ومنها ما رواه أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال : {سألته وقلت من أعامل وعمن أخذ معالم ديني وقول من أقبل ؟}
فقال (عليه السلام) : { العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي ، وما قال لك فعنيّ يقول ، فاستمع له وأطع فانه الثقة المأمون } .
🔹ومنها رواية أخرى يسأل الرواي  أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) عن مثل ذلك ، فقال (عليه السّلام) :{ العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فأنهما الثقتان المأمونان } .
🔹ومنها ما ورد عن عبد العزيز المهتدي والحسن بن علي بن يقطين جميعاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال :{قلت : لا أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج اليه من معالم ديني ، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني ؟ فقال (عليه السلام) :[نعم ] } .
🔹ومنها ما ورد أن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول لأبان بن تغـلب: { اجلس في المسجد أو مسجد المدينة وأفتِ الناس فإني احب أن يرى في شيعتي مثلك } .
🔹ومنها ما ورد عن معاذ بن مسلم النحوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: {بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس } .
قلت : نعم ، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ، إني أقعد في المسجد فيجيئني الرجل فيسألني عن الشيء ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بمـا يفعلون ويجيئني الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم ويجيئني الرجل لا أعرفه ولا أدري مَنْ، فأقول ، جاء عن فلان كذا ، وجاء عن فلان كذا ، فأدخل قولكم فيما بين ذلك فقال عليه السلام) : { أصنع فأني كذا أصنع } .
8⃣ السيرة العقلائية وطبيعة المجتمعات البشرية كلها :
إن السيرة العقلائية بل سيرة المجتمعات البشرية حتى البدائية جرت على رجوع الجاهل إلى العالم وذي الاختصاص ، فالمريض يرجع إلى الطبيب للعلاج ، والذي يريد بناء دار يرجع إلى المهندس وهكذا ، ومنشأ هذه السيرة هو أن الإنسان بطبيعته جاهل بكل ما يحيطه من أمور وقضايا دينية أو اجتماعية أو علمية أو غيرها ويحتاج إلى التعلم حتى يستقل بالمعرفة التفصيلية الكاملة بكل الأشياء ، لكن البديهي أن الفترة الزمنية مهما امتدت بالإنسان فهي لا تكفي لتلقي تلك المعلومات مضافا الى انه لا قدرة عقلية له،وعليه لابد له من الرجوع إلى العالم ليدله على الطريق الذي يسلكه،فالمجتمع مهما كانت قيمته الحضارية وثقافته لا يستطيع أن ينهض أفراده بالاستقلال بالمعرفة التفصيلية بكل ما يتصل بحياتهم بل لابد أن يكون في كل مجتمع علماء وجهال ليرجع جهالهم إلى علمائهم كل حسب اختصاصه.
💧والشارع المقدس لم يشذ عن هذه السيرة والقاعدة والطبيعة الاجتماعية العامة بل أمضاها وأقرها ،
💧وبهذا كله يبطل ادعاء البعض بالرجوع الى روايات أهل البيت عليهم السلام وأخذ الحكم منها م
تعليقات