هل سبَّ أبو ذر بلالاً الحبشي ؟

📱 انتشرت قصةٌ في مواقع التواصل، خلاصتها:
أنَّ أبا ذرٍ الغفاري سبَّ مؤذن رسول الله، وقال له: يا ابن السوداء! فشكاه بلال للنبي (صلَّى الله عليه وآله) فقال النبي لأبي ذر: فيك جاهلية!! فوضع أبو ذر خده على التراب وطلب من بلال أن يطأه بقدمه اعتذاراً له!ا

١/ *في مصادر الخاصة*
لا وجود لهذه القصة في شيءٍ من مصادرنا المتاحة، حتى ولو على نحو الإشارة

٢/ *في مصادر العامة*
روى بعضها البخاري في صحيحه ج١ وج٧، ومسلم في صحيحه ج٥، وروى غيرهما مزيد تفاصيل من القصة؛ لكن لا وجود لذِكر بلال في تلك الروايات، بل صرح ابن حجر بعدم وجوده!!ا

٣/ *استبعاد القصة*
لا ندعي استحالة هذه القصة، ولكن نستبعد وقوعها لجلالة قدر أبي ذر وعظيم منزلته، كما نستقرب كونها موضوعةً من اجل الانتقاص من ابي ذر لكونه كان معارضاً علناً لخليفتهم عثمان!!ا

٤/ *ما هو السبب*
لم ينقلوا لنا سبب الخلاف بين أبي ذر وذلك الرجل! ولا نقلوا ماذا قال ذلك الرجل لأبي ذر، فلعل الرجل استحق شتم أبي ذر له!! ثم اضافوا الى القصة ـ كذباً وافتراءً ـ تأنيب النبي لأبي ذر!! لعله

٥/ *العصمة لأهلها*
وعلى فرض صحة القصة ـ والعصمة لأهلها ـ فهي تدلُّ على مدى انقياد أبي ذر للنبي (صلَّى الله عليه وآله) وشدة حرصه على رضاه، بحيث بالغ في الاعتذار من ذلك الرجل! هذا لو سلَّمنا بوقوع تلك الحادثة

وكتب عبدُ ساداته الدر العاملي
فجر الأحد١٣/ ٥/ ٢٠١٨ ميلادي
تعليقات