المرجع النجفي مستنكراً فاجعة هدم قبور البقيع: غاية الوهابیة هي القضاء على الإسلام ورموزه

أصدر مكتب سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ بشير حسين النجفي بيانا استنكر فيه ذكرى فاجعة هدم قبور أئمة البقيع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وله الشكر على ما انعم وأبلى والصلاة على نبيه المصطفى محمد واله النجباء واللعنة على شانئيهم أجمعين
.
وبعد:
قال الله سبحانه: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
ابتلى الإسلام والمسلمون منذ بزوغ شمسه على يد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بالعُصاة والمردة العداة المشركين والمنافقين من جهة ومردة أهل الكتاب اليهود والنصارى من جهة أخرى فذاق المسلمون المخلصون الذين التفوا حول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كالهالة حول القمر أنواع المحن والشدائد فشّرد المسلمون إبان البعثة وعذبوا وقتلوا وهجروا وضيق عليهم اقتصاديا فكان انزواء النبي الأعظم مع عمه وحاميه الوحيد في الناس أبي طالب (سلام الله عليه) إلى الشعب نتيجة تلك الممارسات الخبيثة من المشركين الطغاة، ورغم هذا كله كان ابتلاء الإسلام والمسلمين بالمنافقين اشد وأدهى وأمر من ابتلائهم بالكفرة؛ لأَن هؤلاء تمكنوا من التغلغل في صفوف المسلمين وتوغلوا إلى أعماقهم ولم يسلم بيت النبي الأعظم (وبيوت بعض الأئمة)، ممن ينتمي إلى هذه الفئة الضالة فأخذت تنخر صرح الإسلام من داخله فتمخض من ذلك إعلان الناس الانحراف بعد النبي “الانحراف” الذي برزت بوادره في عصره (صلى الله عليه وآله)، فابتزت السلطة والقيادة الدينية والسياسية من أهلها فوصلت إلى الناس الذين لم يدخل الايمان إلى قلوبهم لحظة واحدة، وبما أن غاية هذه الفئة القضاء على الإسلام ورموزه لما علموا من تأثيرهم على ابقاء شجرة الإسلام غضة طرية فسعوا في قتل المعصومين بعد ابعادهم عن السلطة ولما عرفوا أن الأئمة والصالحين الذين التفوا حولهم (عليهم السلام) ما زالوا مشاعل الهداية تحث زوار قبورهم على التمسك بالدين وتدعوهم إلى التقوى والتمسك بمبادئ الإسلام السامية ويستفيد الزائر الهداية في ظلمات الدنيا ويتقربون إلى الله سبحانه، فابتدع المنافقون أحاديث وروايات لمنع الناس عن شد الرحال إلى قبور الأئمة والصالحين من شيعتهم ولما لم ينجحوا في ذلك سعوا في تدمير قبورهم بدعوى أنها بدعة وجهلوا ابسط المبادئ في الإسلام وتغافلوا عن فتاوي علمائهم مثل ابن قدامة في المغني والشرح الكبير الذي أفتى باستحباب تسنيم القبور وجهلوا فعل النبي حيث كان (صلى الله عليه وآله) يقوم بزيارة الشهداء وغيرهم من المؤمنين ويترحم عليهم ويأمر الناس بالزيارة أيضاً وجهلوا أن الرسول (صلى الله عليه وآله) دفن في البناء وأعيد البناء على قبره.
فينبغي أن يعلم المنافقون في شرق الأرض وغربها والذين يتمايلون على نغماتهم أنهم لم يتمكنوا من محوا آثار الأئمة الطاهرين، وإزالة ركائز الحب عن قلوب شيعتهم فقد ولى المتوكل وكذلك الذين هدموا قبور الأئمة في البقيع وسيفنى أو ينفى الإرهابيون التكفيريون المفسدون عن البسيطة ونرميهم في مزبلة التاريخ... وسيأتي الوقت بعون الله الذي ترفع فيه راية الإسلام الحقيقي عالية خفاقة وتأسس في العراق عاصمة الدولة الإسلامية الكبرى بقيادة الأمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه) وهذه نعمة ننتظرها لتؤسس دولة الإمام حيث كانت عاصمة دولة جده علي بن أبي طالب (سلام الله عليه).
اللهم اظهر وليك واظهر به سنة نبيك حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخلق. اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. والسـلام

تعليقات