فلسفة سجود الملائكة لادم عليه السلام

السؤال : ماهي فلسفة سجود الملائكة لادم عليه السلام ؟
الجواب :
أجيب عن سبب سجود الملائكة لنبي الله آدم (عليه السلام) بوجهين وكلاهما صحيح.
الوجه الأول: إن السجود كان لله تعالى, وإنما جعل آدم قبلة لهم تشريفاً وإجلالاً, كما أن الكعبة قبلة لنا, فلم يكن السجود لآدم  في  الحقيقة بل سجود شكر لله تعالى جعل آدم هو القبلة.
الوجه الثاني: إن السجود وإن كان لآدم إلا أنه حيث كان بأمر من الله تعالى فهو في الحقيقة سجود له وهو عين العبودية والتوحيد, أفلا ترى أن الملك إذا أمر بتعظيم شخص والخضوع له فتعظيمه في الحقيقة عائد إلى الملك وخضوعه يرجع إلى الخضوع إليه لانبعاثه عن أمر الملك وكونه إطاعة لحكمه.

وقد ورد في بعض الروايات أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أجاب عمن سأله عن السجود لغير الله تعالى قياساً على سجود الملائكة لآدم (عليه السلام)بأنه كان ذلك عن إذنه تعالى, وأوضحه (صلى الله عليه وآله وسلم) بإيراد مثال وهو أنه إذا أذن أحد لغيره بالدخول في داره الخاصة فهل يجوز للمأذون له بالدخول في داره الأخرى قياساً على الأولى؟ وهذا المضمون قوي وإن كان سند الخبر ضعيفا.
ولعل السر الذي تنشده في علة هذا السجود أن الله تعالى قد جعل أنوار أهل البيت (عليهم السلام) في صلبه, فاستحق أن يكون مسجوداً له بلحاظ هذه الأنوار المقدسة, لأنهم العلة الغائية للوجود, فلولا محمد وآله لما خلق الله الأرض والسماء ولم يخلق الجنة ولا النار ولا الملائكة ولا الناس بل لم يخلق شيئاً مما في العوالم إلا لأجلهم, ويدلك على صحة هذا المعنى ما ورد في حديث الكساء الشريف: ((إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية... إلا لأجلكم ومحبتكم)).
ومع ذلك فإن السجود لا يكون لهم بالحقيقة والأصالة بل هو لله تعالى الذي جعلهم واسطة الفيض.

أما تاريخ إبليس فقد روي إنه كان من كبراء الجن وعبّادهم وأنه كان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يُدرى أمن سني الدنيا أم سني الآخرة, ويقال أنه عبد الله تعالى في السماء الرابعة في ركعتين ستة الآف سنة, وسمي إبليس لأنه أبلس من رحمة الله.
وقد كان إباؤه عن السجود قياسه حيث قال: (( خَلَقتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ )), وحينما أمر بالسجود قال لله عز وجل: (وعزتك لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك), ولكن الله تعالى أبى عليه إلا أن يسجد وقال: أعبدني من حيث أريد لا من حيث تريد.

أما الشجرة فكانت من شجر الجنة وكانت تحمل بكل صنف من الفاكهة وقيل هي شجرة الحنطة, وقد ابتلي آدم بها فحذره الله من الأكل منها, ولكن إبليس الملعون الذي تمكن من دخول الجنة من خلال أفعى (حسب ما ورد في بعض أخبار أهل السنة ولا نسلم به) وسوس لآدم وقال له إنما منعت من الأكل من الشجرة لأنها شجرة الخلد, فما زال به حتى أكل منها فأهبطه الله تعالى إلى الأرض, ثم تاب عليه.
تعليقات