قبر شريفة بنت الحسن بين الحقيقة والخيال


قبر شريفة بنت الحسن بين الحقيقة والخيال :
بقلم / الحوزوي النجفي
فتوى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير النجفي (دام ظله) حول قبر شريفة بنت الحسن

فتوى المرجع الديني الكبير الشيخ شمس الدين الواعظي (دام ظله) حول قبر شريفة بنت الحسن

 لابد للعلماء والمتخصصين من اتخاذ الموقف الحازم اتجاه هكذا مسائل ، نفياً أو إثباتاً ولا يصح التعامل بالدبلماسية والمداراة لإن نسبة أي قبر لاي شخصية تحتاج إلى أمرين :
الأول : إثبات وجود هذه الشخصية بالرجوع إلى كتب التاريخ والنسب ، إذ إن عدد من المراقد تنتسب لشخصيات وهمية .
الثاني : اثبات صحة نسبة القبر لهذه الشخصية وذلك بالاستناد الى الدليل المعتبر .
وأما قبر شريفة فلا يمكن إثبات أحد الأمرين فضلاً عن كليهما ، لإنه يظهر لأدنى متتبع للتاريخ والانساب عدم وجود بنت للإمام الحسن ولا لأحد المعصومين تحمل اسم (شريفة) ولا يوجد في التاريخ ما يدل على وصول بعض بنات الحسن (ع) إلى هذه المنطقة النائية ، مما يدل على بطلان النسبة ، ويضاف إليه أيضاً كثرة الكذب في نسبة القبور لبنات الامام الحسن (ع) في شتى بقاع العراق والعالم الاسلامي وقد تكون لذلك اسباب نفسية أو موضوعية فهذه قرينة قوية على بطلان النسبة أيضاً ، ولذا فلا يصح البحث عن المخارج الشرعية وغيرها لكل قبر أو مقام ، وإن الحكم الشرعي واضح بحرمة نسبة شخص لآخر من دون بينة أو دليل .
وأما الادعاء بوجود شياع بصحة القبر فلا عبرة به ولا بناقله ، لانه لا يفيد الاطمئنان ، وإذا تنزلنا وقلنا بوجود الشياع فهو موجود عند بعض العوام وهو لا سيما في عصرنا الراهن لا عبرة به ولا اعتبار إذ من السهل جداً تغيير القناعات وتأصيل بعض الخرافات في اذهانهم وما أكثرها فإذا لم يعضد هذا الشياع بدليل أو قرينة فلا يصح التمسك به ،
 ونحن في هذا العصر لسنا بحاجة الى البحث عن مخارج وحلول بقدر ما نحتاج الى مواقف حازمة وصريحة ، فكثرة المراقد الوهمية أصبحت عالة على التشيع والحوزة فإنه سوف يأتي زمان لا يستطيع العالم أن ينطق بالحق في مقابل ما سوف تمتلكه هذه القبور من القوة والسلطة ..
ولذا فإن وظيفة الفقيه لا تقتصر على بيان الحكم الشرعي بل إن من أهم وظائفه هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أهم هذه المنكرات هي شياع قبور لا اصل لها ولذا اتخذ فقهائنا الماضون (رض) مواقف حازمة وتم تهديم الكثير من هذه المراقد الوهمية لاسيما في الكوفة آنذاك .
تعليقات