صفة (القيوم) هل صفه ذاتية ام فعلية ، وما معنى القيوم؟

🔹السؤال:
صفة (القيوم)  هل صفه ذاتية ام فعلية ، وما معنى القيوم؟

🔸الجواب:
صفة القيوم:
قال تعالى: ((اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...)):

وهي عبارة عن صفة كماليةٍ ثابتةٍ لله سبحانه وتعالى , ولا يمكن أنْ تثبت لغيره بحسب معناها الوسيع.
وفي معناها أمور عظيمة وكثيرة, ونُشير إلى بعضٍ منها:
1-البالغ النهاية في القيام بتدبير ملكه بالإستقلال.
2-القائم بذاته على الإطلاق، والغني عن غيره, بمعنى كل محتاج إليه, ولا يمكن أنْ يحتاج إلى غيره.
3-المستند إليه كل ما سواه من الموجودات، بمعنى كل شيء يصدر في عالم الوجود يستند إلى الله تعالى, لكن لا بنحو الجبر بالنسبة للفواعل الإختيارية.
4-وجميع عالم الوجود قائم به لا بذاته, أي هو أنّ الكون يحتاج في وجوده واستمرار وجوده إلى القيوم المستقل, وهو الله جلّت عظمته.
5- قال في الميزان: اسم القيوم فهو على ما قيل: فيعول كالقيام فيعال من القيام وصف يدل على المبالغة و- القيام - هو حفظ الشيء وفعله وتدبيره وتربيته والمراقبة عليه والقدرة عليه، كل ذلك مأخوذ من القيام بمعنى الانتصاب للملازمة العادية بين الانتصاب وبين كل منها.
6-وقد أثبت الله تعالى أصل القيام بأمور خلقه لنفسه في كلامه:
أ-حيث قال تعالى: ﴿أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت﴾(الرعد: 33). ب-وقال تعالى: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم﴾(آل عمران: 18).
فأفاد أنه قائم على الموجودات بالعدل فلا يعطي ولا يمنع شيئا في الوجود, وليس الوجود إلا الإعطاء والمنع إلا بالعدل بإعطاء كل شيء ما يستحقه, ثم بين أن هذا القيام بالعدل مقتضى اسميه الكريمين: العزيز الحكيم فبعزته يقوم على كل شيء وبحكمته يعدل فيه.
7-إنّ الله تعالى هو المبدىء الذي يبتدي منه وجود كل شيء, وأوصافه وآثاره لا مبدأ سواه إلا وهو ينتهي إليه، فهو القائم على كل شيء من كل جهة بحقيقة القيام الذي لا يشوبه فتور وخلل، وليس ذلك لغيره قط إلا بإذنه بوجه، فليس له تعالى إلا القيام من غير ضعف وفتور، وليس لغيره إلا أن يقوم به، فهناك حصران: حصر القيام عليه، وحصره على القيام، وأول الحصرين هو الذي يدل عليه كون القيوم في الآية خبرا بعد خبر لله الله القيوم، والحصر الثاني هو الذي تدل عليه الجملة التالية أعني قوله: ﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾.
8-وقد ظهر من هذا البيان أن اسم القيوم من الأسماء الإضافية الثابتة له تعالى جميعا وهي الأسماء التي تدل على معان خارجة عن الذات بوجه كالخالق والرازق والمبدىء والمعيد والمحيي والمميت والغفور والرحيم والودود وغيرها(أنظر تفسير الميزان, بتصرف).
تعليقات