هل صحيح أن أبن الزنا يدخل النار بشكل نهائي أم هذا مقرون باعماله ؟

السؤال :
هل صحيح أن أبن الزنا يدخل النار بشكل نهائي أم هذا مقرون باعماله ؟

الجواب :
المشهور بين الإمامية ـ بشهادة المجلسي ـ «أنّ ولد الزنا كسائر الناس مكلَّف بأصول الدين وفروعه، ويجري عليه أحكام المسلمين مع إظهار الإسلام، ويُثاب على الطاعات ويعاقب على المعاصي. ( بحار الأنوار، ج 5، ص 287 ـ 288) إنّ الولد غير الشرعي هو كالولد الشرعي لجهة الحكم بإسلامه مع عدم إظهاره ما ينافي الإسلام، والحكم بكفره مطلقاً مرفوض لا لافتقاره إلى الدليل وحسب، بل لقيام الدليل على خلافه، وذلك لأنه لو أريد بكفره أنّه لا يمكن أن يؤمن إذ ليس لديه قابلية الإيمان، فهذا مرفوض، بسبب أنّ كل إنسان بحسب خلقته لديه قابليّة ذاتيّة للتدين والإيمان، كما أنّ لديه قابليّة للكفر والعصيان، قال تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد: 10]، وقـال أيضـاً: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان: 3]، وهذا اللسان ـ لسان هداية الخلق ـ الوارد في الآيتين وغيرهما لا مخصص له، بل إنه آبٍ عن التخصيص والتقييد، ولو سُلِّم جدلاً بأنّه قد خصّص وأخرج منه فرد معين فحرم من الهداية كالولد غير الشرعي مثلاً لكان توجيه التكاليف إليه ودعوته إلى الإيمان قبيحاً، وكانت معاقبته على عدم الإيمان أشد قبحاً، هذا لو أُريد بكفره أنّه ليس لديه قابليّة للإيمان، وأما لو أُريد بكفره أنّ ذلك وإن كان ممكناً لكنّه لا يقع، لأنّ ابن الزنا نفسه وبإرادته لا يختار إلاّ الكفر، فهذا حيث إنّه لا دليل عليه فهو رجم بالغيب، بل إنّه خلاف ما نراه خارجاً من أنّ بعض الأولاد غير الشرعيين ممن تتوفّر لهم البيئة الإيمانية المناسبة يختارون الإيمان ويحسن تدينهم وعملهم. و يشهد له من الروايات ما رواه ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه السلام : «إنّ ولد الزنا يستعمل، إن عمل خيراً جُزِي به، و إن عمل شراً جزي به» (بحار الأنوار ج 5، ص 287.) وبذلك ظهر أنّ ابن الزنا لا يحاسب على ما اقترفه أبويه من الذنب وإنّما يحاسب على أفعاله التي اقترفها باختياره . ودمتم بخير

الإجابة من معهد تراث الانبياء

تعليقات