انحراف أبو حنيفة النعمان عن مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)

السؤال :
ما هو الدليل الشرعي والرواية التي تدل على انحراف ابا حنيفة عن المذهب الشيعي الاثنا عشر وخالف اوامر الامام الصادق عليه وعلى اهله السلام وشكرا

الجواب :
من أبرز ما ذهب إليه أبو حنيفة وصار معلماً لمدرسته وفكره هو أخذه بالقياس في الشريعة والقول بالرأي وغيرها من المسائل الكثيرة التي خالف فيها الإمام الصادق عليه السلام ومحاججاته ومناظراته مع الإمام الصادق عليه السلام كثيرة ومشهورة ننقل لكم واحدة منها :
دخل النعمان على الصادق عليه السلام فقال عليه السلام : من أنت ؟ قال: مفتي العراق, قال: بما تفتي ؟ قال: بكتاب الله قال: هل تعرف ناسخه ومنسوخه, ومحكمه ومتشابهه ؟ قال: نعم, قال: فقوله تعالى: (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) أي موضع هي ؟ قال: بين مكة والمدينة فقال: (ومن دخله كان آمنا) ما هو ؟ قال: البيت الحرام, فأنشد جلساءه: هل تعلمون عدم الأمن عن النفس والمال بين مكة والمدينة, وعدم أمن ابن الزبير وابن جبير في البيت ؟ قالوا: نعم. قال أبو حنيفة: ليس لي علم بالكتاب, وإنما أنا صاحب قياس قال له: أيما أعظم القتل أو الزنا ؟ قال: القتل, قال: قنع الله فيه بشاهدين, ولم يقنع في الزنا إلا بأربعة, أيما أفضل الصوم أم الصلاة ؟ قال: الصلاة, قال: فلم أوجب على الحائض قضاء الصوم دون الصلاة, وأيما أقذر المني أم البول ؟ قال: البول, قال: فما بال الله أوجب الغسل منه دون البول. قال: إنما أنا صاحب رأي قال: فما ترى في امرأة إنسان وامرأة عبد, سافرا عنهما, فسقط البيت عليهما فماتتا، وتركتا ولدين لا يدري أيهما المالك من المملوك ؟ قال: إنما أنا صاحب حدود, قال: فأعور فقأ عين صحيح, وأقطع قطع يد رجل كيف حدهما ؟ قال: إنما أنا عالم بما بعث الأنبياء قال عليه السلام: فقوله سبحانه: (لعله يتذكر أو يخشى) أهذا شك من الله ؟ قال: لا علم لي, فقال عليه السلام: إنك تعمل بكتاب الله, ولست ممن ورثه, وإنك قياس, وأول من قاس إبليس, ولم يبن دين الاسلام على القياس, وإنك صاحب رأي وخص الله نبيه بالرأي في قوله: (و احكم بينهم بما أراك الله) فكان رأيه صوابا ومن دونه خطأ, ومن أنزلت عليه الحدود أولى منك بعلمها, وأعلم منك بمباعث الأنبياء خاتم الأنبياء, ولولا أن يقال: دخل أبو حنيفة على جعفر ابن رسول الله فلم يسأله عن شئ لما سألتك فقس إن كنت مقيسا فقال: والله لا تكلمت به بعدها, فقال عليه السلام: كلا إن حب الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك))(الصراط المستقيم 3: 211ــ 212 الباب (15) الفصل الثاني). ودمتم بخير

منقول من معهد تراث الأنبياء 
تعليقات