شبهة افطار المسافر في شهر رمضان وتقييد الآية بالعسر

السؤال :
بالنسبة الى افطار المسافر في شهر رمضان ان الاية القرانية قيدت الافطار ( بالعسر ) فقد قال تعالى : ( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) والآن مع وجود السيارات والطائرات المكيفة ارتفع العسر ؟

الجواب :
لو فرض أن الله أوجب على كل مَنْ سافر أن يفطر ـ ولو سافر بعد الزوال أو قرب المغرب ـ فهذا الحكم سيكون عسراً وصعباً على المكلّف؛ إذ إنّه صام أكثر النهار وبقي قليل منه. فالأمر بإفطار هذا اليوم وإيجاب قضاء يوم آخر عليه أمر صعب وعسير. قد قال الله تعالى قال في آية الصوم: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾، فنفهم منه أنه لا يأمر بالإفطار بعد الزوال بعد أن كان الصوم صحيحاً إلى ذلك الوقت.
نعم، لو وجدنا دليلاً يقينياً، أو خبراً صحيحاً خالياً عن المعارض، دالاًّ على وجوب الإفطار على مَنْ سافر بعد الزوال، كما في مَنْ تحيض قبيل المغرب، فنقول به؛ إذ إرادة اليسر وعدم إرادة العسر يكون حكمة للحكم، لا علة تامّة، حتّى يدور الحكم مداره.

سماحة الشيخ أحمد عابديني
تعليقات