بأي صورة نزل الوحي على النبي ص هل بصورة كلامية واقعية او ذهنية او كيف ؟

السؤال :
بأي صورة نزل الوحي على النبي ص هل بصورة كلامية واقعية او ذهنية او كيف ؟
الجواب :
نقل العلامة المجلسي (ره) عن تفسير النعماني بإسناده عن الإمام الصادق (عليه السلام): أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) سُئل عن لفظ الوحي في القرآن فأجاب: (منه وحي النبوة، ومنه وحي الإلهام، ومنه وحي الإشارة، ومنه وحي أمر، ومنه وحي كذب، ومنه وحي تقدير، ومنه وحي خبر، ومنه وحي الرسالة.
فأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى: (( إِنَّا أَوحَينَا إِلَيكَ كَمَا أَوحَينَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعدِهِ وَأَوحَينَا إِلَى إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ وَالأَسبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيمَانَ وَآتَينَا دَاوُودَ زَبُوراً )) (النساء:163).

وأما وحي الإلهام فقوله عز وجل (( وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ )) (النحل:68) ومثله: (( وَأَوحَينَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَن أَرضِعِيهِ فَإِذَا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمِّ )), (القصص: 7) وأما وحي الإشارة فقوله عز وجل: (( فَخَرَجَ عَلَى قَومِهِ مِنَ المِحرَابِ فَأَوحَى إِلَيهِم أَن سَبِّحُوا بُكرَةً وَعَشِيّاً )), أي أشار إليهم لقوله تعالى: (( أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمزاً )).
وأما وحي التقدير فقوله تعالى: (( وَأَوحَى كُلِّ سَمَاء أَمرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفظاً ذَلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ )), (فصلت:12)، وأما وحي الأمر فقوله سبحانه: (( وَإِذ أَوحَيتُ إِلَى الحَوَارِيِّينَ أَن آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي )) , (المائدة:111) وأما وحي الكذب فقوله عز وجل: (( شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعضُهُم إِلَى بَعضٍ )) (الأنعام:112).
وأما وحي الخبر فقوله سبحانه: (( وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )). (بحار الأنوار 14: 180، 18: 255، 90: 16).
هذه هي أقسام الوحي الوارد في القرآن والفرق واضح بين وحي ووحي، فوحي الرسالة والنبوة المتضمن نقل الشرائع والأحكام من الله سبحانه وتعالى إلى الناس بواسطة الأنبياء هو غيره في وحي الإلهام الذي يرشد إلى فعل ما وتوجيه ما كارشاد أم موسى (عليه السلام) إلى القاء ابنها في البحر، أو الوحي إلى النحل ببناء البيوت.
وأما عن الوحي إلى الأئمة (عليهم السلام) أو نزول جبرئيل (عليه السلام) عليهم نقول: ورد في الأخبار الصحيحة أن ائمة أهل البيت (عليه السلام) : (علماء صادقون مفهّمون محّدثون ) (الكافي 1: 271 باب ان الأئمة (عليهم السلام) عن الرسول والنبي وأيضاً جاء في صحيحة الأحوال قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرسول والنبي والمحدّث، قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلاً فيراه ويكلّمه فهذا الرسول، وأما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل(عليه السلام) من عند الله بالرسالة وكان محمد (صلى الله عليه وآله) حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلاً، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلّمه ويحدّثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، وأما المحّدث فهو الذي يحدثّ فيسمع، ولا يعاين ولا يرى في منامه) (انتهى) (انظر مرآة العقول 2: 289).
تعليقات