السؤال :
كنت بعمر ال١٢ سنة كنت احب
صلاتي كثيرا اذا تاخرت عن صلاتي ابكي ولا ارضى وان رايت ان اخوتي لم يصلو
اقول لهم اذهبو للصلاة ولكن عندما صرت بسن ال١٣ اهملت صلاتي لا اعرف
لماذا اريد ان اصلي لكن شي يمنعني ينسيني ولكن الان بعدما تعرفت الى صديقة
معي في المدرسة تنصحني صرت اصلي والتزم سوالي هوه هل اقضي الصلاة التي لم
اصليها او ماذا افعل حتى التزم بالمضبوط بالصلاة ؟
الجواب :
نعم عليكم قضاء الصلاة التي لم تصلوها .
والصلاة ـ كما ورد في الحديث النّبوي الشريف ـ عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها، واِن رُدّت ردّ ما سواها». اِنّها ـ أضاف أبي ـ مواعيد لقاءات محدّدة ثابتة بين الخالق ومخلوقه، رسم الله سبحانه وتعالى أوقاتها السعيدة، وطرائقها، وصورها وكيفيّاتها لعباده.. تقف خلالها بين يديه، متوجهاً اِليه بعقلك وقلبك وجوارحك، تحادثه وتناجيه، فيسكب عليك خلال تلك المناجاة صفاءً ذهنياً ونفسياً رائعاً، وشفافية روحيّة تسبح خلالها بطيب المشافهة، وتنعم معها بدفء وعذوبة ووله وسعادة ولذّة الوصال والتلاقي. وطبيعي أن تعتريك تلك الرهبة المحبّبة وأنت تقف بين يدي خالقك العظيم.. الرحيم بك، الرؤوف بحالك، السميع البصير.
لقد كان استغراق أمير المؤمنين عليه السلام بعبادة ربّه وتوجّهه اِليه بكله فرصة مناسبة لاستلال النصل من جسده في معركة صفين، لانشغاله عن معاناة ألم الجسد بمناجاة ربه.
وكان الامام زين العابدين عليه السلام اِذا توضّأ للصلاة اصفّر لونه. فيقول له أهله: ما هذا الّذي ينتابك عند الوضوء؟ فيقول: «أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم». وكان اِذا قام الى الصلاة أخذته الرعّدة، فيجيب من يسأله: «أريد أن أقوم بين يدي ربّي وأناجيه، فلهذا تأخذني الرعّدة ».
وكان الامام الكاظم عليه السلام اِذا قام الى الصلاة وخلا بربّه بكى واضطربت اعضاؤه، وخفق قلبه خوفاً من الله عزّ وجل وخشية ووجلاً منه.
ولما أودعه الرشيد ظلمة سجنه الرهيب تفرغ لطاعة الله وعبادته، شاكراً ربّه على تهيأته هذه الفرصة الجميلة الحبيبة له مخاطباً ربّه قائلاً: «ربّ اِنّي طالما كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد استجبت مني فلك الحمد على ذلك».
والصلاة اِبراز حسّي ظاهري لحاجة داخلية متأصلة في النفس، هي الانتماء لله عزّ وجل والارتباط بالخالق المكوّن، المسيطر، المالك المهيمن. فحين تقول: (الله اكبر) مبتدئاً صلاتك فاِنّ مثل المادة وأنظمتها ونماذجها وأنماطها وزخارفها ستتضاءل في نفسك وربّما تضمحل لاَنّك واقف بين يدي خالق الكون، المسيطر على مادته المسخر لها وفق مشيئته، فهو أكبر من كل شيء وبيده كل شيء.
فحين تقول ـ وأنت تقرأ سورة الحمد: (اِيّاك نعبد واِيّاك نستعين)، فأنت تغسل نفسك وجسدك من كلِّ أثر للاستعانة بغير الله القادر الحكيم أيّاً كان.
بتلك النكهة المحببّة للخشوع ستستحم كل يوم خمس مرّات: صباحاً وظهراً وعصراً ومغرباً وعشاءاً.