فرعون أتى بكلام مثل كلام القرآن فأين الإعجاز ؟ - شبهات الملحدين

السؤال :
إذا كان القرآن الكريم يتحدث عن اشخاص مثل فرعون او موسى او رجال صالحين او ابليس او غيرهم ، مثل قوله تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) .. فهذا الكلام هل هو كلام الله او كلام فرعون ؟ ، فإذا كان كلام فرعون فليس هناك داعٍ للتحدي لإن فرعون أتى بكلام مثل كلام القرآن ! .. وإذا كان كلام الله وليس كلام فرعون فإن الله يكذب علينا - حاشا لله - فما هو ردكم على هذا الإشكال من الملحد ؟

الجواب :
هذا الكلام له له نسبتان نسبة الى القائل و نسبة الى الناقل، والمحكي في النسبة الى القائل ليس بالضرورة ان يكون نفس المحكي في النسبة الى الناقل، كما اننا يصح لنا تسمية الكلام مرة بلحاظه الى الناقل وأخرى الى القائل، فنقول ان هذا كلام القائل ونقول ان هذا كلام الناقل، على الرغم من كون المقول بالقول واحد في الحالتين. فما رامه هذا الملحد من تجريد هذا الكلام عن كونه منسوبا الى الله ليس صحيحا، بل كما انه كلام فرعون بلحاظ كونه قائلا هو أيضا كلام الله بلحاظ انه ناقل له، هذا اولا.
اما ثانيا: فبلاغة حكاية قول فرعون لا في نفس قول فرعون اَي مقول قوله، بل بلاغة الحكاية في بيان مراد فرعون باقصى معاني البيان والبلاغة، بما يناسب حال فرعون حينما تلبس بزي الكفر والخروج عن دائرة العبودية، هكذا عرفوا البلاغة في القصة، اذا انها تستهدف إبراز المشهد بكل تفاصيله، ونقل المعنى لذهن المخاطب بأجلى صورة ممكنة يسمح بها اللفظ المؤتلف، ونحن حينما ننظر قوله تعالى ( ذروني اقتل موسى و ليدع ربه أني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الأرض الفساد ) نرى كيف ان الله عزوجل بيّـن جبروت فرعون وغطرسته بشكل يعجز عن بيانه اَي شخص اخر. ومما لا شك فيه ان بيان مراد المتكلم حين نقله كلامه ببيان كل ما يمت بصلة الى مراده ولو بتصوير حالته النفسية، يعتبر من اصدق وابلغ أنواع الكلام. وفي هذا المعنى البلاغي يصح التحدي ببلاغة القران، لا كما صوره الملحد، ودمتم في رعاية الله و حفظه
 الإجابة من معهد تراث الانبياء
تعليقات