5 معلومات عن أبي بكر

1- اسم أبي بكر هو: عبد الله، وقيل: عبد الكعبة، وقد ذكر أهل النسب، وأكثر المحدّثين أنّ اسمه: عتيق(1). وعلى أية حال فهو: ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر(2).

2- يقال أنّه أوّل من أسلم وهذا غير صحيح ، والعلماء المحقّقين ردّوا هذه الدعوى بالتحقيق والبيّنات، ويمكنك مراجعة كتاب (الغدير) للعلاّمة الأميني في الجزء السابع، عن أبي بكر وإسلامه وفضائله، لتتابع هذه التحقيقات بدقّة وشمولية.. وأيضاً يمكنك في الجزء المذكور أن تتابع التحقيق حول فرية الفضائل المنسوبة إليه، وإدراك البعد السياسي لتدوينها، وتسويد الوريقات من أجلها.

3- أنّه أسلم طمعاً، بعد أن أخبره كهّان الجزيرة بأنّ محمّداً(صلّى الله عليه وآله) سيظهر على كلّ العرب(3)، وخير دليل على ذلك: ما فعله بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله). فمن المعلوم أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) كان قد بعثه مع سريّة أُسامة قبل وفاته(4)، وأمره، وجمع من كبار الصحابة، بالخروج من المدينة للقتال مع أُسامة بن زيد، ذلك، وقال قولته المشهورة: (جهّزوا جيش أُسامة، لعن الله من تخلّف عنه)(5)، ولكنّه تخلّف عن السرية وبقي في المدينة، ولم يمتثل لأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، حتّى توفّي النبيّ(صلّى الله عليه وآله).

4- جرت أحداث جليلة بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من عقد البيعة له من قبل عمر بن الخطّاب في سقيفة بني ساعدة من دون نص من النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، أو مشورة للصحابة الكبار، كعليّ(عليه السلام)، والعبّاس عمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وسلمان، وعمّار، وأبي ذرّ، والمقداد، والزبير، وغيرهم ممّن تخلّفوا عن هذه البيعة ولم يشهدوها..

5- أخذه لـ(فدك)، نحلة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) للزهراء(عليها السلام)، حتّى توفّيت الزهراء(سلام الله عليها) وهي واجدة (غاضبة) عليه، كما يذكر البخاري في صحيحه(6).. وقد قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله) لفاطمة(عليها السلام) في حديث معروف: (إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)(7)، وقال(صلّى الله عليه وآله): (فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني)(8).

ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسُنّة، كحرقه للحديث ومنع التحديث(9)، وقتله مانعي الزكاة، وتركه إقامة الحدود(10).. إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال! وإلى درجة أنّ عمر، وهو أوّل من بايعه، قد استنكر مبايعته، ودعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة، كما يذكر البخاري عنه: ((إنّ بيعة أبي بكر فلتة... وقى الله شرّها))(11)، وفي رواية: ((فمن عاد لمثلها فاقتلوه))(12).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة 1: 77 القسم الثاني، الباب الأوّل، الفصل الثاني: في ذكر اسمه.
(2) الطبقات الكبرى 3: 169 ترجمة أبو بكر، أُسد الغابة 3: 205 ترجمة عبد الله بن عثمان بن عامر أبو بكر، فتح الباري 7: 7 باب مناقب المهاجرين وفضلهم، الاستيعاب 3: 963 (1633) ترجمة عبد الله بن عثمان أبو بكر.
(3) الاحتجاج 2: 275 احتجاج الحجّة القائم المنتظر المهدي(عجّل الله فرجه).
(4) الطبقات الكبرى 2: 190 سرية أُسامة بن زيد، و4: 66، 68 أُسامة الحبّ بن زيد، تاريخ اليعقوبي 2: 77 الأُمراء على السرايا والجيوش، و2: 113 الوفاة، أنساب الأشراف 1: 474 الحديث (955) موالي رسول الله، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6: 52 خطبة (66)، المصنّف، لابن أبي شيبة 7: 532 الحديث (3) كتاب الفضائل، ما جاء في أُسامة وأبيه، و8: 549 الحديث (16) كتاب المغازي، ما حفظت في غزوة مؤتة، كنز العمّال 10: 570 الحديث (30264)، تاريخ مدينة دمشق 8: 46، 60، 63 (569) أُسامة بن زيد، الكامل في التاريخ 2: 317 أحداث سنة إحدى عشرة، فتح الباري 8: 115 باب بعث النبيّ أُسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه، السيرة الحلبية 3: 227 سرية أُسامة بن زيد بن الحارثة، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والأثر 2: 352 سرية أُسامة بن زيد بن حارثة إلى أبنى.
(5) انظر: الملل والنحل، للشهرستاني 1: 23 المقدّمة الرابعة، الخلاف الثاني، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6: 52 ذيل خطبة (66)، شرح المواقف، للجرجاني 3: 650 الموقف السادس، المرصد الرابع، المقصد السابع، تذييل، نقلاً عن الآمدي.
(6) صحيح البخاري 4: 42 باب فرض الخمس، و 5: 82 كتاب المغازي، باب غزوة خيبر.
(7) انظر: المعجم الكبير، للطبراني 1: 108 الحديث (182) مسند عليّ بن أبي طالب، و 22: 401 مسند النساء، ومن مناقب فاطمة(رضي الله عنها)، المستدرك على الصحيحين، للنيسابوري 3: 154 ذكر مناقب فاطمة، مجمع الزوائد 9: 203 باب مناقب فاطمة بنت النبيّ، الآحاد والمثاني 5: 363 الحديث (2959)، الذرّية الطاهرة، للدولابي: 168 الحديث (226)، كنز العمّال 12: 111 الحديث (34237) عن الديلمي، و الحديث (34238)، و 13: 674 الحديث (37725)، تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر 3: 156 ذكر من اسمه أحمد، باب صفة خلقه ومعرفة خلقه، وغيرها.
(8) صحيح البخاري 4: 210 باب مناقب قرابة رسول اللهّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومنقبة فاطمة، و4: 219 باب مناقب فاطمة(رضي الله عنها).
(9) تذكرة الحفّاظ 1: 2، 5 أبو بكر الصدّيق، الرياض النضرة في مناقب العشرة 1: 199 القسم الثاني، الباب الأوّل، الفصل (12) ذكر ورعه.
(10) تاريخ خليفة بن خيّاط: 67 ــ 69 الردّة، الثقات، لابن حبّان 2: 169 استخلاف أبي بكر بن أبي قحافة، أُسد الغابة 3: 295 مالك بن نويرة، تاريخ اليعقوبي 2: 131 أيام أبي بكر، تاريخ الطبري 2: 503 السنة الحادية عشرة من الهجرة، الفتوح، لابن أعثم 1: 18 مسير خالد إلى مالك بن النويرة.
(11) صحيح البخاري 8: 25، 26 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
(12) انظر: تاريخ اليعقوبي 2: 158 أيّام عمر بن الخطّاب.
تعليقات