السؤال :
لماذا سمي الرسول الأمي
الجواب :
إنّ الأميَّ وصفٌ وصِفَ به النبي الكريم محمد (ص) دون غيره من باقي
الأنبياء, ولابد من وجود مناسبة ليوصف بهذا الوصف :كما في قوله تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ
لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف:157) وكما في
قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا
إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الأمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف:158).
لكن نسأل:
س1: ما معنى الأمي ؟
الجواب: هو من لا يقرأ ولا يكتب .
س2: يعني هل كان النبي (ص) لا يقرأ ولا يكتب ؟
الجواب: قيل نعم فإنّ مما هو ثابت أنّ النبي (ص) قبل البعثة لا يقرأ ولا
يكتب .
وهذا ما يتعارض من بعض الروايات الدالة على خلاف ذلك وتثبت أنّ النبي (ص)
كان يقرأ ويكتب ونذكر رواية واحدة فقط طلباً للأختصار : حيث روى الشيخ محمد
بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن جعفر بن محمد
الصوفي قال سألت أبا جعفر(عليه السلام) محمد بن علي الرضا (عليه السلام)
وقلت له: يا بن رسول الله لم سمي النبي الأمي قال: ما يقول الناس ؟ قال:
قلت له جعلت فداك يزعمون إنما سمى النبي الأمي لأنه لم يكتب. فقال: كذبوا
عليهم لعنة الله أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ) فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله (صلى
الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لسانا وإنما
سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة و مكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى
في كتابه: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)((بصائر الدرجات -
محمد بن الحسن الصفار - صفحة 245 باب في أن رسول لله ص كان يقرأ ويكتب بكل
لسان)).
إنْ قلتَ: لكن أمية النبي بمعنى عدم القراءة والكتابة يستلزم النقص, وأنّ
هناك من هو أفضل منه.
قلتُ: إنّ فائدة القراءة والكتابة تحصل فعلاً في صورة الإحتياج إليهما,
وأمّا مع الإستغناء عنهما فعلاً وحقيقية, فلا تُعدان من الفائدة, فإنّ
النبي الأكرم محمد (ص) بلغ من الكمالات ما لا يحتاج إليهما إلى هذين
المصدرين العاديين, فهو مدينة العلم, ولا يمكن أنْ يتطرق إليه السهو
والنسيان, وغير ذلك .