هل المرجعية فعلاً صامتة ؟

سؤال:

قبل أيام ذكرت إحدى الفضائيات غياب المؤسسة الدينية في النجف عن الواقع السياسي و الإجتماعي الشيعي , وأنه إذا غابت المؤسسة عن هذه الأمور فما هي دورها ؟ و أنا كمقلد لسماحة السيد السيستاني أرى أن غيابه قد يكثر الكلام والإختلافات في الساحة , فما هو سبب هذا الغياب ؟ و ما هو دور المؤسسة الدينية في النجف إذا لم يكن لها دور في الأمور السابقة ؟  والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته

جواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ المهمة الأساس للمرجعية الدينية هي الإجابة على المسائل الشرعية للمؤمنين وهي ما تقوم به باستمرار ، إذ يتم يومياً الجواب على آلاف الأسئلة المكتوبة والشفهية التي ترد إلى مكاتب المرجعية في النجف الاشرف وفي عدة أماكن أخرى كقم ومشهد ولندن وبيروت وغيرها .

وأما الخدمات الإجتماعية والثقافية فتقوم بها المرجعية - من دون ضجيج إعلامي - في مختلف الأماكن وتشهد له عشرات المجمعات السكنية والمدارس والمؤسسات الخدمية والثقافية التي أنشأتها في عدة بلدان منها العراق و إيران .

وأما قضايا الساعة في العراق وغيرها فتتخذ منها الموقف الذي تجده مؤثراً ولا يتسبب في مزيد من الفرقة و الإختلاف ، ويتمثل المعلن منه في ما تصدره من بيانات وما يطرح في صلاة الجمعة على لسان ممثليها كالشيخ عبد المهدي الكربلائي حفظه الله .

وإن امتناع المرجعية عن استقبال السياسيين العراقيين في المدة الأخيرة يمثّل في حدّ ذاته موقفاً معبّراً عن عدم رضاها عنهم لتقصيرهم في خدمة الناس ومكافحة الفساد ولمنعهم من استغلال إسم المرجعية لكسب أصوات المواطنين ، وليس معنى ذلك أنها غائبة عن الساحة السياسية بل لها حضورها الفاعل - غير المعلن أحياناً - في تغيير مسار العديد من القضايا .

والحاصل أنّ المرجعية ليست غائبة عن الشأن السياسي و لا الإجتماعي و ما يلاحظ من سكوتها في بعض ما تشتغل به الساحة من أحداث فليس لعدم مبالاتها أو عجزها عن اتخاذ الموقف بل رعاية لبعض المصالح العليا للمؤمنين .

ثم إن لكل شخص أن يختار من يجده أهلاً للمرجعية وفق الضوابط الشرعية بلا قدح في الآخرين , وفق الله الجميع لما يحب و يرضى .

مكتب السيد السيستاني  دام ظله
النجف الاشرف
تعليقات