كنسِ البيوت ليلًا

لم نقفْ على ما يدلُّ على كراهةِ أو مرجوحيَّة كنسِ البيوت ليلًا، نعم ورد عن أهل البيت (ع) النهيُ عن تبييت القُمامة في البيوت ، والأمرُ بإخراجها من البيوت نهارًا.



 ورد ذلك في مثلِ في حديثِ المناهي قال: قال رسولُ الله (ص): "لا تُبيِّتوا القُمامة في بيوتِكم وأخرجوها نهارًا فإنَّها مَقعدُ الشيطان"(1).

والشيطانُ في مثل المقام رمزٌ للقذارات والأسواءِ والمضار والأمراض والأوبئة .



ووردَ عن أهل البيت (ع) في رواياتٍ عديدةٍ الأمرُ بكنسِ البيوت ومقتضى اطلاقها هو محبوبيَّة الكنس في كلِّ وقتٍ يكون فيه وضعُ البيتُ مقتضيًا للكنس سواءً كان الوقتُ ليلاً أو نهارًا.



فمِّما ورد في ذلك ما رُوي عن رسولِ الله (ص) قال: "اكنسوا أفنيتَكم ولا تشبَّهوا باليهود"(2).



ومنها: ما رُوي عن الإمام الرضا (ع) قال: "كنسُ الفِناءِ يجلبُ الرزق"(3).



ومنها: ما روي عن أبي جعفر (ع): " كنسُ البيوتِ ينفي الفقر"(4).



ومنها: ما رُوي عن أبي عبدالله (ع) قال: "غسلُ الإناء وكنسُ الفِناء مجلبةٌ للرزق"(5).



فبمقتضى إطلاقِ مثل هذه الروايات هو رجحانُ الكنس في كلِّ وقتٍ كان الفناء أو البيت مقتضيًا للكنس.



بل ورد -في التهذيب للشيخ الطوسي وفي ثواب الأعمال للصدوق- ما يقتضي رجحانَ كنسِ المسجدِ في ليلةِ الجمعة عن رسول الله (ص) قال: "مَن كنسَ المسجد يوم الخميس ليلة الجمعة فأَخرَج منه التراب ما يُذرُّ في العين غفرَ اللهُ له"(6).



 ومعنى قوله (ص): "فأَخرَج من التراب ما يُذرُّ في العين" هو أنًّه أخرج بمقدارٍ يمكن أن تُذرَّ به العين، وفيما أفاده كناية عن قلَّة ما أخرجه من التراب ، ورغم ذللك فإنَّ أثر كنسِه لهذا اليسير من التُراب هو غفرانُ الذنوب.
تعليقات