ماهو دور العقل مع قوى النفس ؟
منتظر الاعرجي
اعلم ان في مملكة النفس معركة دائمة بين القوة العقلية و قوى النفس الباقية وهناك حديث طويل للامام الصادق - ع - عن العقل و جنوده و عن الجهل و جنوده . شرح هذا الحديث السيد الخميني في كتاب اسمه جنود العقل و الجهل وقد ذكر السيد ان للعقل ٧٥ من الجند و للجهل ٧٥ من الجند
وجنود العقل هي الفضائل ووزيرها ( الخير ) وجنود الجهل الرذائل ووزيرها ( الشر )وهذه الجند في معركة دائمة في مملكة النفس فمن كثرة فضائله على رذائله فهو في انتصار ومن كثرة رذائله على فضائله فهو في خسران .
وقد او ضحنا فيما سبق العقل العملي
و العقل النظري
ولكل واحد من العقل العملي والعقل النظري رئيس مطلق من وجه
اما العقل العملي فمن حيث ان استعمال جميع القوى حتى العاقلة على النحو الاصلح موكولة اليه .
وأما العقل النظري - فمن حيث ان السعادة القصوى وغاية الغايات - اعني التحلي بحقائق الموجودات - موكولة اليه . وايضاً ادراك ماهو الخير و الصلاح من شأن العقل النظري فهو المرشد و الدليل للعقل العملي في تصرفاته وجنود العقل تحت تصرفه .
فالعقل يأمر بملازمة الورع و التقوى ويفصل بين الخير والشر .
والقوة الشيطانية تامر بملازمة الهوى فأذا مالت النفس على القوة الشهوية او القوة الغضبية وجد الشيطان مجالاً من حيث القوة الشيطانية فيدخل بالوسوسة .
و العقل بالمقابل يأمر قوى النفس من حيث القوة العاقلة الى الانصراف الى ذكر الله فان إتمرت ضاق مجال الشيطان وارتحل واخذت مجالها القوة العقلية الملكية ويدخل الملك بالإلهام .
فلا يزال التطارد بين جند العقل و الملائكة و جند الجهل و الشيطان في معركة مملكة النفس وذلك لقابليتها للأمرين بتوسط قوتيها العقلية و الوهمية .
(( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )) - (( وانا هديناه النجدين اما شاكراً واما كَفُورا )) .
الى ان يغلب احد الجندين ويُسخر مملكة النفس ويستوطن فيها
حينئذٍ يكون اجتياز الثاني على سبيل الاختلاس وحصول الغلبة
إنما هو بغلبة الهوى او التقوى .
فان غلب عليها الهوى وخاضت فيه صارت مرعى الشيطان ومرتعه وكانت من حزبه وتحلت برذائله.
وان غلب عليها الورع و التقوى صارت مستقر الملك و مهبطه و كانت من جنده وتحلت بالفضائل وأصبحت من حزب الرحمن وأهل كرامته .
فالعقل في هذه المعركة دوره دور المرشد و الناهي و المخطط لقوى النفس .
فان غلبت القوى عليه امرته بالتخطيط لها وجعلت الانسان اسوء من البهائم .
وان اطاعة للعقل كانت تحت أمره ونهيه وجعل الانسان افضل من الملائكة.
حيث ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله ابن سنان قال : سالت ابا عبد الله جعفر ابن محمد الصادق - ع - فقلت : الملائكة افضل ام بني آدم . فقال : قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب - ع -
( ان الله قد رَكّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم )
وقال الله تعالى : (( ام تحسب أكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالأنعام بل أضل سبيلا )) الفرقان - ٤٤ -
جعلنا الله واياكم ممن غلب عقله شهوته ، وأطاع ولاة أمره ، وتحزب في حزبه ، فان حزبه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين
منتظر الاعرجي
اعلم ان في مملكة النفس معركة دائمة بين القوة العقلية و قوى النفس الباقية وهناك حديث طويل للامام الصادق - ع - عن العقل و جنوده و عن الجهل و جنوده . شرح هذا الحديث السيد الخميني في كتاب اسمه جنود العقل و الجهل وقد ذكر السيد ان للعقل ٧٥ من الجند و للجهل ٧٥ من الجند
وجنود العقل هي الفضائل ووزيرها ( الخير ) وجنود الجهل الرذائل ووزيرها ( الشر )وهذه الجند في معركة دائمة في مملكة النفس فمن كثرة فضائله على رذائله فهو في انتصار ومن كثرة رذائله على فضائله فهو في خسران .
وقد او ضحنا فيما سبق العقل العملي
و العقل النظري
ولكل واحد من العقل العملي والعقل النظري رئيس مطلق من وجه
اما العقل العملي فمن حيث ان استعمال جميع القوى حتى العاقلة على النحو الاصلح موكولة اليه .
وأما العقل النظري - فمن حيث ان السعادة القصوى وغاية الغايات - اعني التحلي بحقائق الموجودات - موكولة اليه . وايضاً ادراك ماهو الخير و الصلاح من شأن العقل النظري فهو المرشد و الدليل للعقل العملي في تصرفاته وجنود العقل تحت تصرفه .
فالعقل يأمر بملازمة الورع و التقوى ويفصل بين الخير والشر .
والقوة الشيطانية تامر بملازمة الهوى فأذا مالت النفس على القوة الشهوية او القوة الغضبية وجد الشيطان مجالاً من حيث القوة الشيطانية فيدخل بالوسوسة .
و العقل بالمقابل يأمر قوى النفس من حيث القوة العاقلة الى الانصراف الى ذكر الله فان إتمرت ضاق مجال الشيطان وارتحل واخذت مجالها القوة العقلية الملكية ويدخل الملك بالإلهام .
فلا يزال التطارد بين جند العقل و الملائكة و جند الجهل و الشيطان في معركة مملكة النفس وذلك لقابليتها للأمرين بتوسط قوتيها العقلية و الوهمية .
(( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )) - (( وانا هديناه النجدين اما شاكراً واما كَفُورا )) .
الى ان يغلب احد الجندين ويُسخر مملكة النفس ويستوطن فيها
حينئذٍ يكون اجتياز الثاني على سبيل الاختلاس وحصول الغلبة
إنما هو بغلبة الهوى او التقوى .
فان غلب عليها الهوى وخاضت فيه صارت مرعى الشيطان ومرتعه وكانت من حزبه وتحلت برذائله.
وان غلب عليها الورع و التقوى صارت مستقر الملك و مهبطه و كانت من جنده وتحلت بالفضائل وأصبحت من حزب الرحمن وأهل كرامته .
فالعقل في هذه المعركة دوره دور المرشد و الناهي و المخطط لقوى النفس .
فان غلبت القوى عليه امرته بالتخطيط لها وجعلت الانسان اسوء من البهائم .
وان اطاعة للعقل كانت تحت أمره ونهيه وجعل الانسان افضل من الملائكة.
حيث ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله ابن سنان قال : سالت ابا عبد الله جعفر ابن محمد الصادق - ع - فقلت : الملائكة افضل ام بني آدم . فقال : قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب - ع -
( ان الله قد رَكّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم )
وقال الله تعالى : (( ام تحسب أكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالأنعام بل أضل سبيلا )) الفرقان - ٤٤ -
جعلنا الله واياكم ممن غلب عقله شهوته ، وأطاع ولاة أمره ، وتحزب في حزبه ، فان حزبه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين