نماذج الشباب المنحرف في القران
الكاتب: منتظر الاعرجي
ان دراسة الانحراف امر يهتم به علماء الأخلاق و علماء الاجتماع و علماء النفس و الأطباء النفسيون و علماء الجريمة و ذلك من اجل إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة و لكيفية إيجاد أساليب رادعة و إيجاد صيغة لملائمة الظوابط مع مرور الزمن .
و ظاهرة الانحراف نشهدها بكل الاعمار و من الجنسين و نجدها لدى الشباب اكثر كون من يغررون بهم يعلمون مدى أهمية هذه الفئة العمرية و ما تملكة من قوة و نشاط و حيوية و عزم و عقل قابل للتغيير و تفكير قابل للانقياد . فلانحراف لا يولد بالفطرة بل يتواجد بسبب المحيط الذي اثر عليه و العوامل التي ساعدت على تكوين سلوك المنحرف .
و قد عرف العلماء الانحراف بتعاريف عده ننقل ما هو مهم منها :
الانحراف لغة : هو الميل و العدول و المجانبة عن الطريق الصحيح و عن كل ما هو معتاد .
الانحراف اصطلاحاً : هو اختراق التعاليم الدينية و النظم الاجتماعية و انتهاكها و الخروج عن المعايير التي يحددها المجتمع و يرتضيها السلوك .
و عرفه علم الاجتماع : هو وصف للأفعال او السلوكيات التي تخرق المعايير الاجتماعية بما في ذلك القوانين المسنونة مثل القيام بعمل إجرامي او الخروقات غير الرسمية مثل رفض عادات و اعرف مجتمع ما .
و عرفته الشريعة : هو مجانبة الفطرة السليمة و اتباع الطريق الخطأ المنهي عنه دينياً او هو الخضوع و الاستسلام للطبيعة الانسانية دون قيود .
و الشخصية المنحرفة في نظر الشارع المقدس : هي من يقوم صاحبها بعمل يفسد النظام و يحول دون تطبيقه على واقع الحياة مما يلحق الضرر بالمصلحة الفردية او الاجتماعية او كليهما .
و عرفه علماء القانون : هو اَي فعل او نوع من السلوك او موقف يمكن ان يعرض على المحكمة و يصدر فيه حكم قضائي .
و من عوامل الانحراف ضعف الوازع الديني اذ ان الشباب الذي تخلى او بتعد عن تعاليم دينه و شرعه سيقع بلا شك في الانحراف بشكلٍ اكبر من الشباب الذي تمسك بها لكون الدين احد الأسباب التي تعزز مجال الأخلاق و القيم في نفس الانسان كما تنحية عن طريق الرذيلة و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و كل ما يمكن ان يؤذي او يزعج المجتمع و الأفراد لوجود محاذير شرعية تصد الفرد عن الوقوع بمثل هذه الرذائل . و قد ذكر القران الكريم نماذج من المنحرفين الذين تخلوا عن الوازع الديني و اتبعوا الشهوات . منها
النموذج الاول : فرعون هذا المنحرف الاول الذي ما ترك جريمة الا وقترفها منها جريمة قتل النساء الحوامل قبل ولادة النبي موسى - ع - و ختام الجرائم قال انا ربكم الأعلى حيث قال الله تعالى عنه (( وَ قالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ * وَ اسْتَكْبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ ))
النموذج الثاني : ابن النبي نوح - ع - هذا الذي تمرد على الامر الالهي و القانون الطبيعي و قال سآوي الى جبل يعصمني من ذلك .
قال عنه الله - سبحانه - (( وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّـهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ * قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ))
النموذج الثالث : يأجوج و مأجوج : أفسدا في الارض و أهلكا الحرث و النسل .
قال عنهما الله - تعالى - (( قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ سَدًّا ))
النموذج الرابع : امرءة النبي لوط - ع - و امرءة النبي نوح - ع - هاتان المرئتين خانتا نبيين صالحين و خرجتا عن ما هو مألوف دينياً و اجتماعياً .
قال الله - سبحانه - عنهما (( ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّـهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ))