هل يرضى المعصوم (ع) بتعقيم ضريحه ؟!
الكاتب / #أبو_تراب_مولاي
وجدتُ الكثير من الأخوة ممن اعترض على تعقيم الأضرحة المقدسة للمعصومين (ع) وأبدى انزعاجه إزاء ذلك، ولستُ كاتباً في هذا الموضوع لولا أن أصبحت القضية محل نزاعٍ بين المؤمنين!
أقول :
١. هل الاعتراض على تعقيم الضريح كونه هتكاً لمقام المعصوم (ع) نستجير بالله ؟!
وجوابه : إنّ الهتك معنى عرفي، والأضرحة المقدسة تستخدم فيها المطهرات الكيميائية والمعقمات لأرضياتها وجدرانها على مدار السنة ولا يرى العرف في ذلك بأساً، فلماذا التعقيم من مرض كورونا يعدّ هتكاً؟
أم أنّ هناك فرقاً بين مطهِّرٍ وآخر بحسب العرف؟!
ثمّ إنّ التطهير من النجاسة أعظم بنظر العرف من التطهير من الڤايروس، لأنّ النجاسةَ قذارةٌ بنظر العرف كونها مرئية دون الڤايروس، ومع ذلك لا يعدّ التطهير من النجاسة هتكاً لمقام المعصوم (ع) بل على العكس تماماً، فالتطهير من الڤايروس أولى أن لا يكون هتكاً.
فقضية كون التعقيم يعدّ هتكاً عرفاً منفيةٌ بلا كلام.
٢. أو أنّ الاعتراض هو لأنّ المعصوم (ع) طهرٌ طاهر لا يمكن أن تصيبة النجاسات والأدران أو تصيب ما يتعلّق به ؟
وجوابه : إنّ النجاسات والأدران على نحوين :
أ. نجاسات وأدران معنوية نفسية فهذه منفية عنهم (ع) جزماً وهم طهرٌ طاهرٌ مطهرون منها بشهادة آية التطهير.
ب. نجاسات وأدران ظاهية، وهذه لا إشكال في أنها تصيب الإمام (ع) ويتطهّر هو منها، وفي ذلك نصوص كثيرة، أنقل لك منها روايتين :
- ما عن علي بن موسى بن طاوس في كتاب (الملهوف على قتلى الطفوف) عن أم الفضل زوجة العباس أنها جاءت بالحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبال على ثوبه فقرصته فبكى، فقال النبي صلى الله عليه وآله مهلاً يا أم الفضل فهذا ثوبي يغسل، وقد أوجعتِ ابني.
الوسائل ب ٨ من أبواب الطهارة ح٥.
فظاهر الرواية أنّ النبي (ص) أقرّ أم الفضل على نجاسة ذلك البول وأنه نجّسَ ثوبه لأنه قال لها أنّ الثوب يغسل، إلا أنه استنكر قرصها لولده الإمام الحسين (ع) حتى بكى.
- وما عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وهو يصلي، فقال لي قائدي: إنّ في ثوبه دماً، فلما انصرف قلت له: إنّ قائدي أخبرني أنّ بثوبك دماً، فقال لي: إنّ بي دماميلَ ولست أغسل ثوبي حتى تبرأ.
الوسائل ب ٢٢ من أبواب الطهارة ح١.
٣. أو أنّ الاعتراض هو لاعتقاد أنّ الإمام (ع) هو المعافي المشافي - بإذن الله تعالى - وعندها لا يمكن أن يعلق المرض بضريحه المقدس؟
وجوابه : أننا نعتقد بأنّ المعصوم (ع) المشافي المعافي بإذن الله تعالى في حياته وبعد استشهاده، ولا ينافي ذلك أن يصاب حتى بدنه الشريف ببعض الأمراض، بدليل أنه أصيب ببعضها في حياته وهو أقدس وأشرف من ضريحه.
بل أصيب ببعض السموم القاتلة وعلى إثرها استشهد أكثر المعصومين (ع).
بل إنّ الأئمة (ع) تطبّبوا لأبدانهم الشريفة من الأمراض والسموم وهي أقدس من أضرحتهم الشريفة.
وبعد هذا كلّه تعرف جواب السؤال :
هل المعصوم (ع) يرضى بتعقيم ضريحه ؟!