بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153]
صدق الله العلي العظيم
كلما مرت علينا ظروف حالكة عصيبة لجأنا للكتاب الكريم فبرزت لنا هذه الآية المباركة، وهي تنادينا بالاستعانة بركنين عظيمين:
الأول: الصبر.
الثاني: الصلاة
ان الصبر لا يعني الصبر القلبي فقط، وهو الاستسلام للظروف الخانقة دون عمل، وانما يعني الصبر العملي وهو اعداد الوسائل التي من خلالها يستطيع الانسان الصمود امام قسوة المحن، وما أحوجنا اخوتي الاحبة في هذه الظروف الحالكة التي تمر بالعالم بأسره للصبر العملي، الذي يعني اخذ الاحتياطات اللازمة، واعداد وسائل الوقاية امام هجوم هذا الوباء القاتم.
ومن ابرز خطوات الصبر العملي التضحية بعض الوقت بجملة من المظاهر الاجتماعية المندوبة شرعاً او المحبوبة لقلوبنا مثل التجمهر والتجمعات العائلية والمسجدية والمأتمية والترفيهية، في المنتزهات او الكورنيش او غيرها وتطبيق جميع التوصيات المطروحة من قبل وزارة الصحة، واخذ العظة والعبرة من الدول التي تسامحت في التعامل مع الوباء السريع الانتشار فتحملت اثمان باهضة من الخسائر في الارواح والاموال..
فيا أحبتي ان كنا نريد ان لا تطول فترة الحجر وان لا نخسر بعض أعزائنا واحبتنا فمن الضروري ملازمة البيوت وهجر الاجتماعات، فعندنا عشرات من مرضى فقر الدم المنجلي، ومرضى الفشل الكلوي الذي يحتاجون لمراجعة المستشفيات أسبوعيا، وقد حرمهم انتشار الوباء من مواصلة العلاج لانشغال اخوتنا الاعزاء المجاهدين المرابطين من اطباء وممرضين بتطويق هذا الوباء الشرس.
واعود لأقول ان الصبر العملي لا يتكامل الا بالركن الثاني وهي الصلاة التي تعني الاستغراق في الدعاء ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] والتضرع المقترن بالتوسل بالمصطفى وآله الطاهرين فهم خير الوسيلة الى الله تعالى.
نسال الله ان يحفظ الوطن واهله من جميع الآفات والكوارث انه سميع الدعاء قريب مجيب...
السيد منير الخباز