السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نبين ماهي القناعة؟
ج/القناعة هي: الاكتفاء من المال بقدر الحاجة والكفاف، وعدم الاهتمام فيما زاد عن ذلك.
وهي: صفة كريمة، تعرب عن عزة النفس، وشرف الوجدان، وكرم الأخلاق.
وإليك بعض ما أثر عن فضائلها من النصوص:

قال الباقر عليه السلام: من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس إنما صار القانع من أغنى الناس، لأن حقيقة الغنى هي: عدم الحاجة إلى الناس، والقانع راض ومكتف بما رزقه الله، لا يحتاج ولا يسأل سوى الله.
قيل: لما مات جالينوس وجد في جيبه رقعة فيها مكتوب: ما أكلته مقتصدا فلجسمك، وما تصدقت به فلروحك، وما خلفته فلغيرك والمحسن حي وإن نقل إلى دار البلى، والمسئ ميت وإن بقي في دار الدنيا، والقناعة تستر الخلة، والتدبير يكثر القليل، وليس لابن آدم أنفع من التوكل على الله سبحانه
وشكى رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه يطلب فيصيب، ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه، وقال: علمني شيئا أنتفع به. فقال أبو عبد الله عليه السلام إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك وإن كان ما يكفيك لا يغنيك، فكل ما فيها لا يغنيك وقال الباقر عليه السلام: إياك أن يطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم وقال: ولا تمدن عينيك إلى متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا فان دخلك من ذلك شئ، فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله فإنما كان قوته الشعير وحلوه التمر، ووقوده السعف إذا وجده
محاسن القناعة:
للقناعة أهمية كبرى، وأثر بالغ في حياة الانسان، وتحقيق رخائه النفسي والجسمي، فهي تحرره من عبودية المادة، واسترقاق الحرص والطمع، وعنائهما المرهق، وهوانهما المذل ، وتنفخ فيه روح العزة،
والكرامة، والإباء، والعفة، والترفع عن الدنايا، واستدرار عطف اللئام.
والقانع بالكفاف أسعد حياة، وأرخى بالا، وأكثر دعة واستقرارا، من الحريص المتفاني في سبيل أطماعه وحرصه، والذي لا ينفك عن القلق والمتاعب والهموم.
والقناعة بعد هذا تمد صاحبها بيقظة روحية، وبصيرة نافذة، وتحفزه على التأهب للآخرة، بالأعمال الصالحة، وتوفير بواعث السعادة فيها.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآل محمد الأطهار عليهم السلام 
تعليقات