الشباب و العلم

 الشباب و العلم .
منتظر الاعرجي

طلب العلم لا يفرق في منفعته وفائدته بين الصغير و الكبير حيث هناك مقولة : (أُطلب العلم من المهدِ الى اللحد) يعني من الولادة حتى الممات
ولكنه مع ذلك هو في الشباب اكثر نفعاً وأشد وأكثر ضرورة والزاماً لما في الشباب من الصفاء و النقاء و قابلية التلقي و الأخذ والاستفادة و المسارعة الى الخير .


وقد ورد الحث من أهل البيت على ذلك

حيث قال الامام علي - ع-
( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها شيء الا قبلته )

وقال ايضاً ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر )

وفي وصية من الامام الصادق لأحد أصحابه
( عليك بالاحداث فانهم أسرع الى كل خير )
فالشباب أسرع الناس الى الخير وهم يتلقون العلم والمعرفة وهي تثبت في عقولهم وصدورهم وتبقى اثارها فيهم كما يثبت النقش على الحجر
كما ان أئمة أهل البيت كانوا يحثون شباب شيعتهم على العلم والتعلم ويحذرون من الاخطار التي تترتب على تركه
 وقد ورد عن الامام الصادق - ع-
انه قال : ( لست احب ان ارى الشاب منكم الا غادياً في حالتين عالماً او متعلماً فان لم يفعل فرط فان فرط ضيع فان ضيع اثم وان اثم سكن النار و الذي بعث محمد بالحق )
وفي هذا النص نجد الامام يحث على العلم وطلبه ويبين النتائج والاثار السيئة و النهاية المروعة التي ينتهي اليها التفريط في طلب العلم حيث لا توجد نهاية اسوء من دخول النار والسكنى فيها
وكذلك عدم حب الامام الى ذلك الشاب الذي يضيع طلب العلم
ولذا نجد أهل البيت يتشددون في موضوع طلب العلم والتفقه في الدين الى الحد الذي يقول فيه الامام الباقر -ع - ( لو اتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لادبته ) وفي لفظ اخر لاوجعته
بل نجد الامام الرضا يتشدد اكثر من ذلك فيقول ( لو وجدت شاباً من شباب الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة السيف )
وفي قول اخر للامام الصادق - ع- ( لوددت ان أصحابي ضربت رؤسهم بالسياط حتى يتفقهوا )

ولذلك نجد القران الكريم عندما يقدم لنا ابراهيم في فتوته وشبابه متفكراً ومتاملاً ومتدبراً يسير في طريق العلم و المعرفة فانه يهتدي الى الحق والحقيقة
بالعلم و الدليل العقلي .

اسال الله ان يجعلنا واياكم من المتعلمين العاملين
وأسألكم الدعاء لما فيه الخير والصلاح
تعليقات