السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب الله اوقاتكم احبائي الطيبين
من حقوق الجِوار
•التآزر والتعاطف:
لقد جهد الاسلام في حث المسلمين وترغيبهم في التآزر والتعاطف، ليجعلهم أمة مثالية في اتحادها وتعاضدها على تحقيق أهدافها، ودفع الأزمات والاخطار عنها. ودأب على غرس تلك المفاهيم السامية في نفوس المسلمين ليزدادوا قوة ومنعة وتجاوبا في أحاسيس الود ومشاعر الإخاء.

محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)وكان من ذلك تحريض المسلمين على حسن الجوار ورعاية الجار، لينشئ من المتجاورين جماعة متراصة متعاطفة تتبادل اللطف والاحسان، وتتعاون على كسب المنافع ودرء المضار، ليستشعروا بذلك الدعة والرخاء والقوة على معاناة المشاكل والاحداث.
ولقد أوصى القرآن الكريم برعاية الجار والاحسان إليه فقال:(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والجار ذي القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم).والمراد - بالجار ذي القربى - الجار القريب دارا أو نسبا - والجار الجنب - هو البعيد جوارا أو نسبا.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل أربعين دارا جيران من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله.
و- الصاحب بالجنب - الرفيق في السفر، أو الزميل في التعليم، أو في الحرفة.
و - ابن السبيل - المسافر أو الضيف.
- وما ملكت أيمانكم - الأهل والخدم.
وناهيك في حرمة الجار وضرورة رعايته قول النبي صلى الله عليه وآله فيه: ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله حسن الجوار يعمر الديار، وينسئ في الأعمار.
وقال الصادق عليه السلام، ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع، وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة .وقال الصادق عليه السلام: ان يعقوب لما ذهب منه بنيامين نادى يا رب أما ترحمني، أذهبت عيني، وأذهبت ابني. فأوحى الله تعالى إليه: لو أمتهما لأحييتهما لك حتى أجمع بينك وبينهما، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها، وشويتها وأكلت، وفلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئا.
وفي رواية أخرى قال: وكان بعد ذلك يعقوب ينادي مناديه كل غداة من منزله على فرسخ، ألا من أراد الغداء فليأت إلى يعقوب. وإذا امسى نادى: ألا من أراد العشاء فليأت إلي يعقوب.
حقوق الجار:
وخلاصتها ان يساس الجار باللطف وحسن المداراة، كابتدائه بالسلام وعيادته في المرض، وتهنئته في الأفراح، وتعزيته في المصائب، وعدم التطلع إلى حرمه، والاغضاء عن هفواته، وكف الأذى عنه، واعانته ماديا إذا كان معوزا، وإعادة ما يستعيره من الأدوات المنزلية، ونصحه إذا ما زاغ وانحرف عن الخط المستقيم.
ومن طريف ما يحكى في حسن الجوار:
إن رجلا كان جارا لأبي دلف ببغداد، فأدركته حاجة، وركبه دين فادح حتى احتاج إلى بيع داره، فساوموه فيها، فسمى لهم الف دينار، فقالوا له: إن دارك تساوي خمسمائة دينار. فقال: أبيع داري بخمسمائة، وجوار أبي دلف بخمسمائة، فبلغ أبا دلف الخبر، فأمر بقضاء دينه ووصله، وقال: لا تنتقل من جوارنا. فانظر كيف صار الجوار يباع كما تباع العقار.
إلى هنا ينتهي الكلام حول حق الجار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآل محمد الأطهار عليهم السلام 
تعليقات