التوبة والتوجه لله عز وجل

التوبة والتوجه لله عز وجل
#اعداد_السيد_منتظر_الاعرجي

قال تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُم)) 
سورة التحريم اية ٨ صدق الله العلي العظيم 


اليوم الكثير من الناس المسلمين يتكلمون عن البلاء والموت وكل موضوع يحتاج الى بيان وكلام طويل _ وسوف نختصره ان شاء الله لكم _ ولكن الاهم هو ان نعرف كيف نستعد للبلاء و الموت ؟ وكيف ننجو من البلاء ؟ وهل ننجو من الموت؟ .

قبل البدء بالكلام عن هذا الموضوع لابد لنا من معرفة قليلة بما يدور حولنا في هذا العالم وهذه الدنيا ؛ فنسال سؤال ونقول : 
اولا ، لماذا انا هنا في هذه الدنيا وهذا العالم ؟ ومن اوجدني ؟ وماهو دوري ؟ 
ثانيا ، وهل انا خلقت لوحدي ام معي اخرون ؟ وماهي علاقتي بهم ؟ وكيف اتعايش معهم ؟

الكلام هو عن مايدور حول الانسان و وجوده ومن اوجده ودوره وعلاقته بالاخرين وكيف يستعد للبلاء والموت وماهي الامور التي تنجيه .....

عزيزي القارئ لابد من ان تتبع معي للوصول الى ثمرة عنوان البحث ...

اولا - لماذا انا هنا ؟ ومن اوجدني ؟ وماهو دوري ؟
في القرآن المجيد إشارات قصيرة عميقة المعنى جدّاً في آيات مختلفة تشير إلى وجود هدف معيّن من الخلق من جهة، ومن جهة أُخرى فإنّه يشخّص هذا الهدف ويوضّحه. 
الجانب الأوّل: (أيحسب الإنسان أن يترك سدى).
(أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون).
وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الذين كفروا).
الجانب الآخر، جعل الله عز وجل هدف الخلق في بعض الآيات عبوديته وعبادته : (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون) ، ومن البديهي أنّ العبادة منهج لتربية الإنسان في الأبعاد المختلفة .. والعبادة هي التسليم لأمر الله التي ستهب روح الإنسان تكاملا في كل حياته. 
الهدف من الخلقة هو إيقاظنا وتوعيتنا وتقوية الايمان والاعتقاد : (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهن لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير).
واختبار حسن اعمالنا : (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا).
والنتيجة ان الهدف من خلقنا هو امر مرتبط بنا لا بالله  لانهتبارك وتعالى لم يكن محتاج لعبادتنا حتى يخلقنا لاجل ذلك وانما خلقنا من اجل تكاملنا وإرتقاؤنا ولا شيء سواه.
وعالم الدنيا هو بمثابة مدرسسة للتعلم وللرقي .

ثانيا ، وهل انا خلقت لوحدي ام معي اخرون ؟ وماهي علاقتي بهم ؟ وكيف اتعايش معهم ؟

لابد للفرد ان يعلم علم اليقين انه لم يخلق لوحده بل في مجتمعات مع اهل واقارب وجيران واهل بلده ووطنه وهكذا وهذا بديهي جدا فوجب عليه ان يقي نفسه من مهالك الدنيا والاخرة ويقي اهله ومجتمعه
فأما بالنسبة للتعايش مع الاهل فقوله تعالى/ 
((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ...))

قال الامام جعفر الصادق عليه أفضل السلام : لما نزلت هذه الآية : جلس رجل من المسلمين
يبكي ويقول : عجزت عن نفسي! فكيف أكلف بأهلي ؟قال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
قال : كيف أقيهم ؟ قال عليه أفضل السلام: تأمرهم بما أمر به اللَّه وتنهاهم عما نهى عنه اللَّه فإن أطاعوك فقد وقيتهم وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.
📖 المصدر: الكافي.

واما بالنسبة للتعايش مع الناس (ولـتـكنْ مـنكم أمّـةٌ يـدعونَ إلى الخير ويأمـرون بالمعـروف وينهون عن المنكـر، وأولئك هُـم المفلحون ) [ آل عمران 104].
والاحاديث كثيرة عن هذا الشي لايسعنا الكلام عنها هنا.
اذن لابد للانسان من شيء يرجعه الى الله والى ماخلق لاجله الا وهو التوبة والتوجه الى الله حيث جعل الله عز وجل للانسان عندما يخطا ويذنب باب سماه التوبة للرجوع اليه قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيماً} وقال أيضاً: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ ...}
ومن فوائد صلاح المجتمع وتوجه الى الله وتوبته النصوحة هي القوة والخير والبركة كما في قوله تعالى: 
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ...} ، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾
وللكلام تتمة في اوقات اخرى ان شاء الله 
تعليقات