المهدي (ع) هو الآخذ بثأر الحسين (ع)

لقد تظافرت الروايات الشريفة عن أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) على أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الآخذ بثأر جده الحسين (عليه السلام ) وأن شعار ثورته سيكون ( يالثارات الحسين ) وإليك طرفاً من هذه الروايات:
ففي كامل الزيارات عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( لما قتل الحسين (عليه السلام) سمع أهلنا قائلاً يقول بالمدينة: اليوم نزل البلاء على هذه الأمة فلا ترون فرحاً حتى يقوم قائمكم فيشفي صدوركم ويقتل عدوكم، وينال بالوتر أوتاراً)( بحار لأنوار ج45 ص172 ).


وفي كامل الزيارات عن محمد بن سنان عن رجل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ انه كَانَ مَنْصُوراً} قال: ( ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً، وقوله فلا يسرف في القتل: لم يكن يصنع شيئاً يكون سرفاً، قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها )( مكيال المكارم ج1 ص421 ) .
وفي هذه الرواية يحق لنا أن نتساءل لم لا يقتل قتلة الحسين (عليه السلام) ؟ يرجعهم فيقتلهم وكيف يستقيم هذا مع الرواية التي تقول: يرجع يزيد وأصحابه فيقتلهم الحسين وأصحابه ؟
وفي غيبة الطوسي عن المفضل بن الزبير قال سمعت زيد بن علي يقول: (هذا المنتظر من ولد الحسين بن علي وفي عقب الحسين (عليه السلام) وهو المظلوم الذي قال الله تعالى: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً} قال: وليه رجل من ذريته من عقبه ثم قرأ: وجعلها كلمة باقية في عقبه ...فلا يسرف في القتل، قال: سلطانه حجته على جميع خلق الله تعالى، حتى يكون له الحجة على الناس، ولا يكون لأحد عليه حجة )( المعجم الموضوعي ص566 ) .
ومن الرواية يكون ولي دم الحسين (عليه السلام) هو الذي يأخذ بثأره، ولو كان الحسين (عليه السلام) موجوداً وراجعا بالرجعة المادية فلا يصح أن يقال:
أن يلي ثأر الحسين (عليه السلام) أحدٌ غيره بل كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما ضربه أشقى الآخرين عدو الرحمن بن ملجم اللعين : ( فإن عشت فإنا أولى بالقصاص ).
وعلى ذلك فالحسين أولى بالقصاص – لو كان راجعاً بالرجعة المادية – ولما اتفقت الروايات على أن القائم (عليه السلام ) هو الذي يأخذ بثأر الحسين (عليه السلام) وانه ولي دم الحسين (عليه السلام) فيكون لزاماً الأخذ بالرجعة الروحية وتفسير أحاديث الرجعة بها .
والرواية الأخرى تذكر ثائراً يثأر للحسين (عليه السلام) فقد روي عن رزين قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( لمّا ضرب الحسين بن علي (عليه السلام) بالسيف ثم ابتدر ليقطع رأسه، نادى منادٍ من بطنان العرش: ألا أيها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها، لا وفقكم الله لأضحى ولا لفطر، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتى يثأر ثائر الحسين (عليه السلام) )(المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ص567 ) .
تعليقات