الحكمة من زواج النبي بـ عائشة بنت ابي بكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما الحكمة من زواج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من عائشة ؟ وهل انجب رسول الله منها؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أن مجرد زواج إمرأة من نبي لا يعطيها عصمة وقدسية زائدة، وهذا معروف لكل مطلع على القرآن، فقد جعل الله زوجات بعض الأنبياء مثلاً للذين كفروا، بسبب عدم إيمانهن بالله، ومخالفتهن لأوامره، قال تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَامرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَم يُغنِيَا عَنهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيئًا وَقِيلَ ادخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ))(التحريم:10).
وكون امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً للذين كفروا لم يقلل من مكانة نوح ولوط عليهما السلام، ولم يشكك أحد في نوح ولوط لأن زوجتيهما كانتا كافرتين وأنهما من أهل النار.
نعم، زواج المرأة من النبي أو الرسول شرف عظيم لها، وأمانة كبرى في عنقها يجب عليها أن تقدر هذا التشريف، وتحفظ تلك الأمانة، ولذلك عبر الله سبحانه عن تمرد إمرأتي نوح ولوط ومخلفتهما لأوامر الله بأنه خيانة (( فَخَانَتَاهُمَا ))، ولهذا السبب وعد الله من يحفظ هذه الأمانة من زوجات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأن يؤتها أجرها مرتين، وهدد من تخون هذه الأمانة بأن يضاعف لها العذاب ضعفين، قال تعالى: (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))(الاحزاب:30-33) فبينت هذه الآيات أن لأزواج النبي الأكرم تكاليف تتناسب مع كونهن زوجات لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعليهن الإلتزام بهذه التكاليف وعدم مخالفتها.
وهذا يدل أنه ليس لديهن عصمة وإنما لديهن تكليف زائد يتناسب مع التشريف الذي حصلن عليه من خلال الارتباط برسول الله (صلى الله عليه وآله).

ومما يؤسف له ان بعض نساء النبي (ص) لم يحفظن تلك الأمانة التي تحدث عنها القرآن أو أنهن خالفن أوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله). وقد ثبت تاريخياً أن عائشة لم ترع تلك الأمانة وخالفت أوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) سواء في حياة الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله) أو بعد وفاته. 
ومن تلك المخالفات على سبيل المثال وفي حياة الرسول (صلى الله عليه وآله): سجل القرآن أكثر من حادثة على عائشة وشريكتها حفصة،أنهما تظاهرتا على النبي (صلى الله عليه وآله) في حادثة المغافير التي سجلها القرآن في سورة التحريم، وتسببتا في أذية النبي (صلى الله عليه وآله) حتى حرم على نفسه العسل، فنزلت سورة التحريم.
وغير ذلك من خيانة الامانة التي يطول المقام بذكرهن .
تعليقات