هل مقولة (أعوذ بالله من كلمة أنا) صحيحة ؟

متى يصح أن أقول (أعوذ بالله من كلمة أنا) ومتى لا يصح ؟

#المسألة ليست فقهية لكن فيها نفع وفائدة 

نجد الكثير ممن يقول هذه العبارة ضمن كلامه مع الآخرين فهل هي صحيحة دائماً؟ 

الغريب أن الذين يقولونها غالبيتهم من رجال العشائر الذين ترسخت فيهم الأنا بل هو يزرع أناه ويسقيها 

وبغض النظر عن صنف قائلها لنرى متى تصح ومتى لا تصح 

لا تصح عندما يرى الانسان لذاته شأنا غير الشأن الذي أراده الله تعالى له 
- ما هو الشأن الذي أراده الله تعالى له؟
- من خلال الروايات نعلم  أن الله تعالى يريد أن لا نرى أفضلية لنا على غيرنا مهما كان ذلك الغير بنظرنا، حتى الذي يعصي الله تعالى،  نعم ننهاه عن المنكر بالمراتب التي شرحها الفقهاء في رسائلهم لكن من جهة أخرى لا تنظر لنفسك على انك أفضل منه،  ومما يذكره بعض من ذكر واقعة الطف أن هناك بعض الرجال تركوا الامام الحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء عندما خيرهم في البقاء أو الرحيل وغالب الظن أن هؤلاء كانوا مع الامام الحسين (عليه السلام) عندما جعجع بهم الحر وجنوده، ولكن أين عاقبة الحر (سلام الله عليه) بالمقارنة مع ما فعلوه هم ؟
عندئذ نفهم أنك عندما تكون الآن مؤمنا وغيرك عاصٍ وبعيد عن الله تعالى فهذا لا يعني أن الأمور بالضرورة ستبقى على ما هي عليه على طول الخط فخير الأمور خواتيمها وقد تكون عاقبته حسنة والعكس يحدث معك لا سمح الله 
إذن الأنا نوعان أو ننظر لها بعينين: عين عدم الرضا وهي أنا التكبر التي أخرجت ابليس من الجنة رغم أنه كان يعد من ضمن الملائكة وعين الرضا ننظر بها إلى الأنا الفقيرة الأنا التي تنظر لما عندها من فضل الله تعالى عليها (ياءيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) وهي الأنا التي يرددها الأئمة في الأدعية ويرددها المؤمنون أيضا (أنا الجهول في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري) وهذا ليس بتواضع من أحد أبدا بل هي الحقيقة التي لا يخفيها شئ أبدا قال تعالى (يسأله من في السموات والأرض) كيف يسأله الجميع ونحن نرى أن البعض لم يدع الله تعالى طرفة عين ؟ يقول المفسرون أن هذا السؤال في الاية سؤال حاجة فهم من جميع الجهات محتاجون لله تعالى، وهذا هو ما ذكر في الاية السابقة (أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)
تعليقات