هل أهل البيت خواص حديث العباءة أم يشمل الائمة الاثني عشر ؟

السؤال (عبد الرحمن):
السلام عليكم ورحمة الله ، عندي اشكال في قضية من يكونون أهل البيت ، هل هم خواص حديث العباءة أم يليهم الأئمة 12؟ والسؤال الثاني لو سمحتم: هل هناك معايير في اختيار الأئمة؟ مثلا لماذا لا يعتبر جعفر أخ الامام الحسن العسكري من الأئمة؟ جزاكم الله خيرا
الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ عبد الرحمن المحترم.
بالنسبة لسؤالك الأول: فعندما نقول أهل البيت (عليهم السلام) نقصد بهم الائمة الأثني عشر، من باب التبع، وبأعتبارهم ائمة مفترضين الطاعة.
أما سؤالك الثاني: 
جعفر ابن الإمام الهادي (عليه السلام) (ت 271 هـ): المعروف بـجعفر الكذّاب ابن الإمام الهادي (ع)، والذي ادعى الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام العسكري (ع)، فلقّبه الشيعة الإثنا عشرية بالكذّاب، وأنكر جعفر ولادة الإمام المهدي (ع) تثبيتا لإمامة نفسه، وادعى أنه الوارث للإمام العسكري. روي أنه أراد أن يصلي على جنازة الإمام الحادي عشر إلا أن الإمام المهدي منعه، وصلى بنفسه على أبيه، وسمي أتباع جعفر بالجعفرية، واختلفوا فيما بينهم هل أنه خليفة الإمام الهادي (ع) أو خليفة السيد محمد أو خليفة الإمام العسكري (ع).
لماذا لا يعتبر من الأئمة:
وحسب ما نقله الشيخ الصدوق اختبر الشيعة مؤهلات جعفر بن علي للإمامة، فرفضوه في إدعائه، ولم يروه مؤهلاً لهذا المنصب كما استندوا في الردّ عليه بالأحاديث التي وردت في الرد على الفطحية، فبناءا على هذه الروايات لا تجوز الإمامة في أخوين بعد الحسنين عليهما السلام.
أما بالنسبة الى المعايير في اختيار الائمة (عليهم السلام):
1-  المعيار الأساسي والرئيسي هو الاختيار الإلهي لصفوةٍ خلقهم ، وعلم سرائرهم ، وخَبَر حالهم ، وأهَّلهم بألطافه الغيبية لمقام النبوة ، أو الإمامة . . واختارهم من أهل بيت بعينه ، عاشوا فيه الطهارة بجميع حالاتها ومراتبها وأوضاعها ، وفي جميع مراحل حياتهم .
2- فإن كان لدى احداً اعتراض وسؤال على ذلك ، فلا يتوجه إلى الشيعة ، بل هو اعتراض على الله سبحانه . . حيث حسم الأمر في آية مباركة تقول : ﴿ ... اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ﴾ سورة الأنعام (6)، الآية: 124.
3- نذكر لكم قضية إسحاق ، وإسماعيل ، فنقول : لماذا فضل الله تعالى إسماعيل على إسحاق ، فجعل من ذريته سيد الكائنات ، وأفضل الخلق محمداً « صلى الله عليه وآله » ، ولم يجعله في ذرية إسحاق ، مع أن كثيراً من الأنبياء كانوا من إسحاق باستثناء نبينا الأعظم « صلى الله عليه وآله » وآبائه « عليهم السلام » .
كما أن النبوة في ذرية يعقوب كانت في واحد من أولاده الاثني عشر ، دون سائر أولاده . . كما أن ابن نوح الذي ذكره الله عز وجل في كتابه لم يكن من أهل النجاة ، بل كان من الهالكين ، فضلاً عن أن ينال مقام النبوة أو الإمامة . . فكانت النبوة في بعض ذرية نوح دون بعض ، وكذلك الحال بالنسبة لموسى وهارون ، فإن النبوة كانت في ولد هارون لا في ولد موسى « عليه السلام » . . ألا يدل ذلك على أن الله تعالى لا يختار الأنبياء والأوصياء على أساس النسب . وإنما وفق معايير وعوامل أخرى ، قد يكون للنسب فيها بعض الأثر ، من حيث هو عامل مساعد في توفير المحيط الخالص في طهره ، والزاخر في نفحات القداسة ، والطافح بالمعاني والقيم الروحية ؟!
ودمتم في رعاية الله
تعليقات