السؤال (وليد من الجزائر) :
أنا كنت سني والآن أقترب شيئا فشيئا من علوم ديننا الصحيح عن أهل البيت، وبما أننا في العشر الأواخر في رمضان فقد صليت ليلة 23 لأنها جاءت عن أل البيت بأنها ليلة القدر والليلة ليلة 27 بدأت أبحث.. فلاحضت أن كتابات الشيعة ليس فيها السند مسانيد أخبارهم !
فوقع ضيق في نفسي قلت كيف يذكرون فقط اسم الكتاب والكاتب ؟ ولا يذكرون الرواة ودرجهم وصحة الخبر من عدمه، وأرجوا بعد هذا أن تدلوني على خطوات تشيعي حتى يكون صحيحا وتدلوني كيف أعيش بقناعتي الجديدة في الجزائر لأني لا أعتقد أنه يمكنني اعلان ذلك
الجواب:
الأخ وليد المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لك إتباع نهج أهل البيت (عليهم السلام) الذي أوصى الله تعالى به أمته جميعاً حين قال الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم «...إِنِّي تَارِك فِيكمْ أَمْرَينِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا- كتَابَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ أَهْلَ بَيتِي عِتْرَتِي أَيهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَ قَدْ بَلَّغْتُ إِنَّكمْ سَتَرِدُونَ عَلَيّ الْحَوْضَ فَأَسْأَلُكمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَينِ، وَالثَّقَلَانِ كتَابُ اللَّهِ جَلَّ ذِكرُهُ وَأَهْلُ بَيتِي...» الكافي، ج1، ص294.
بالنسبة لسؤلك أيها الأخ الكريم:
اولاً: حينما ترى كتاباً من كتابات الشيعة يذكر فيها رواية ويشير إلى مصدرها سواء في الهامش او المتن، فإنك ستجد أسانيد هذه الرواية في مصادر الشيعة الروائية، فمثل الحديث أعلاه فقد أشرنا الى كتاب الكافي مع الجزء والصفحة، وحين مراجعتك لكتاب الكافي ستجد سند الرواية كاملاً إنما ذكرناها من غير سند للاختصار.
ثانياً: جميع مصادرنا الروائية المعتبرة كالكتب الاربعة، تذكر اسانيد الروايات والاحاديث، ونحن نعتقد بأن الرواية التي لا سند لها هي رواية مرسلة وبالتالي تكون ضعيفة غير قابلة للاستدلال.
ثالثاً: أما بالنسبة الى درجة الرواة فهذا من أختصاص علم الرجال، فالمجتهد عندما يدرس علم الرجال سيتضح لديه إن هذه الرواية صحيحة او ضعيفة السند، وهذا علم قائم بحد ذاته، وعدم ذكر المناقشات والاستدلالات في رجال الرواية حتى لا يحصل تداخل بين العلوم، فيبين فقط ان هذه الرواية صحيحة او ضعيفة، كما هو موجود في الكتب الاستدلالية الفقهية بأن يقول (صحيحة زرارة مثلا) فيدل على ان هذه الرواية صحيحة عند ذلك الفقيه.
رابعاً: توجد مؤلفات وكتب تبين الروايات من حيث صحتها او ضعفها مثل كتاب (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول)، وكتاب (معجم الأحادیث المعتبرة) وغيرها.
ودمتم في رعاية الله