مواعظ الامام الحسن المجتبى عليه السلام

الموعظة التاسعة : في المبادرة إلى العمل
قال ( عليه السلام ) :
( إتقوا الله عباد الله ، وجِدُّوا في الطلب وتجاه الهرب ،
وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات ، وهادم اللَّذات ،

فإنَّ الدنيا لا يدوم نعيمها ، ولا يؤمن فجيعها ، ولا تتوقَّى مساويها ،
غرور حائل ، وسناد مائل ، فاتَّعظوا عباد الله بالعبر ،
واعتبروا بأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ .
فكفى بالله معصتماً ونصيراً ، وكفى بالكتاب حَجِيجاً وخَصيماً ،
وكفى بالجنَّةِ ثواباً ، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً ) .
الموعظة العاشرة : في ذمِّ حُبِّ الدنيا
قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ أحبِّ الدنيا ذهبِ خوف الآخرة من قلبه ،
ومن ازداد حِرصاً على الدنيا ، لم يزدَدْ منها إلا بعداً ،
وازداد هو من الله بغضاً . والحريص الجاهد ،
والزاهد القانع ، كلاهما مستوفٍ أكله ، غير منقوصٍ من رِزقِه شيئاً ،
فعلام التهافت في النار ؟! ، والخير كُلّه في صَبر ساعةٍ واحدةٍ ،
تُورِثٍ راحةً طويلةً ، وسعادةً كثيرةً . والناس طالبان ،
طَالبٌ يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هَلَك ،
وطَالِبٌ يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز .
واعلم أيها الرجل ، أنه لا يضرُّك ما فاتك من الدنيا ،
وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة ، وما ينفعك
ما أصبت من الدنيا ، إذا حُرِمت الآخرة .
الناس في دار سهوٍ وغفلة ، يعملون ولا يعلمون ،
فإذا صاروا إلى دار يقينٍ ، يعلمون ولا يعملون ) .
نسألكم الدعاء
تعليقات