لا مسؤولية بلا حرية وبلاغ

📝 مقال بعنوان / لا مسؤولية بلا حرية وبلاغ 

كل الحياة تجارب وعظات، ومصائب ومسؤليات لها أول وليس لها آخر إلا بالرد غداً إلى عالم الغيب والشهادة وحكمه الذي لا معقب له، ولا يظلم فيه أحداً لأنه تعالى لا يسأل ويحاسب إلا بعد قيام الحجة بالبلاغ المبين منه سبحانه والقدرة التامة من العبد، قال، تقدست أسماؤه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ وقال الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله احتج على العباد بما آتاهم وعرفهم".

ومن الأمثلة الواضحة على هذه الحقيقة ما رواه صاحب أصول الكافي ج 2 ص 264: ان الفقراء يأتون الجنة يوم القيامة ويضربون بابها، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن الفقراء، فيقال لهم: أقبل الحساب تبغون الجزاء؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا عليه.. فيقول المولى، تقدست أسماؤه: صدقوا، أدخلوا الجنة.
وإن دلت هذه الرواية على شيء فانها تدل على أن مسئولية الإنسان تختلف تبعاً لما يملك من صحة ونشاط وجاه ومال، ومن علم وذكاء، بل وحساسية وانفعال وعمق في النظر وحكمة في التدبير، فالغني مسئول عن الحق المعلوم في أمواله للسائل والمحروم، والعالم مسئول عن بذل العلم والعمل به، وصاحب الجاه مسئول عن السعي في حاجة كل ضعيف وملهوف، بالإضافة إلى تعاونه مع الآخرين على الصالح العام ومطالب الحياة للجميع بلا استثناء، بل يجب هذا التعاون على الكبير والصغير والقوي والضعيف: من كل حسب طاقته. 

#السيد_منتظر_الاعرجي
تعليقات