8- اوجه التشابه بين معركتنا ومعركة الطف..
#Ailia_Emame : الكاتب
___________________
( .... وإعلم رحمك الله أن بين معركتنا التي نخوضها .. وبين معركة كربلاء .. من وجوه الشبه مالا يمكن إستقصاؤه .. ومن ضروب المماثلة ما يعجزنا إحصاؤه .. لا من جهة المساواة حيث لايوم كيوم الحسين عليه السلام .. بل من جهة بيان دور عاشوراء في حفظ لواء الإسلام إذ أنجبت لكل جيل من يحرسونه بدمائهم .. ونذكر الميسور من هذه الوجوه فنقول :
الوجه الأول :
@ إن الحسين عليه السلام قام ضد يزيد لحفظ الإسلام كله وليس لحفظ إسم أبيه علي عليه السلام .. وقام لحفظ الإسلام كوجود وليس لحفظه من التحريف فقط ..
حيث لو بقي يزيد المتهتك الفاسق يجلس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله لإنطمست معالم الدين وضاعت سنة سيد المرسلين .. وقد قال سيد الشهداء ( وعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براعٍ مثل يزيد) . فللحسين وصحبه فضل على كافة المسلمين .. لأن البلاء حيث كان على كل الأمة .. قامت فئة قليلة لدفعه وتحمله .
@ والمجاهدون اليوم قاموا ضد هذه الفئة الضالة لحفظ الإسلام كله وليس خط التشيع فقط .. فالإسلام كله مهدد بالتشويه وطمس معالم الرحمة والهداية فيه لو بقي الذبح والإجرام بإسم القرآن وسنة النبي الأكرم .. وبينما إكتفى المسلمون بالشجب والإستنكار .. قام رجال عاشوراء ليدفعوا هذا البلاء بدمائهم .. فلهم الفضل على جميع المسلمين .
الوجه الثاني :
@ إن بني أمية كانوا ينادون يوم كربلاء ( لاتبقوا لأهل هذا البيت من باقية ) فكان المهدد في ذلك اليوم هو الوجود المقدس لتلك العترة الطاهرة التي بها يبقى الدين الحنيف عزيزاً .
@ وإن أعدائنا اليوم ينادون بإستئصالنا ومقدساتنا وإبادة هذا المذهب ( الفرقة الناجية) عن آخره .. ولايتم لهم ذلك برعاية بقية الله ( عجل الله فرجه ) القائل في رسالته للمفيد عليه الرحمة ( إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء واصطلمكم ( إستأصلكم ) الأعداء فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم ( ساعدونا على خلاصكم ) .
وكذا قال سماحة السيد السيستاني ( إن معركتنا معهم معركة وجود )
الوجه الثالث :
@ إن الحسين قد إجتمعت عليه عسلان الفلوات وشذاذ الآفاق ، فكان في كربلاء شر أهل الأرض من كل أطرافها .
@ وإن المجتمعين اليوم هم أحفاد أولئك عسلان الفلوات وشر أهل الأرض المجتمعون من أطرافها ودولها ممن يقتل نفسه لينال من شيعة آل محمد بينما يسالم اليهود .
الوجه الرابع :
@ إن الحسين عليه السلام سكت عن معاوية في فترة إمامته عشر سنوات ( ٤٠ _ ٥٠ هجرية ) حفظاً لشيعة أبيه وطلباً للسلم وحقن الدماء حتى لم يجد بداً من النهوض والقتال حيث جعله العدو بين إثنتين ( بين السلة والذلة ) .
@ وإن ورثة أئمتنا .. العلماء والمراجع سكتوا عشر سنوات ( ٢٠٠٤ _ ٢٠١٤ ميلادية ) يطلبون السلم و حقن الدماء وإطفاء الفتنة .. حتى لم يجدوا بداً من مواجهة العدو الذي ركز بين إثنتين لاثالث لهما ( السلة والذلة ) وهيهات منا الذلة .
الوجه الخامس :
@ إن أصحاب الحسين تركوا مالهم وعيالهم وإلتحقوا به وقالوا والله لانفارقك ولو قطعنا وأحرقنا وذرينا في الهواء ..وماعذرنا غداً من جدك رسول الله .
@ وإن المجاهدين تركوا حياتهم ودراستهم وتجارتهم وإلتحقوا بالجبهات لحماية مقدساتهم ولسانهم لسان أولئك الأوفياء نفسهم .
الوجه السادس :
@ إن بعض محبي الإمام الحسين ممن لم يخرجوا معه أو ممن إلتقوا به في طريقه الى العراق ..كانوا من الشجعان والمشهود لهم ..ولكنهم كانوا بحاجة للبصيرة والوعي في تشخيص الموقف ومعرفة التكليف وتلمس الخطر .. لذلك تركوه وحده لأسباب واهية ..وظنوا أنهم سيلتقون به بعد ذلك ..ولم يتصوروا أن الأعداء سيرتكبون بحقه تلك الجرائم المروعة .
بينما كان أصحابه على بصيرة جعلتهم يشعرون بالخطر المحدق بمقدسهم .. فيقطعوا كل إرتباطاتهم .. ويستغلوا فرصة الفوز الأبدي التي لاتتكرر .. ويبادروا الى ملازمته وعدم تركه حتى اللحظة الأخيرة .
ولذا نادى عمرو بن الحجاج بأصحابه عليهم اللعنة ( ويلكم أتدرون من تقاتلون ..فرسان المصر وأهل البصائر وقوماً مستميتين)
ولقد كان قائدهم العسكري أبو الفضل العباس عليه السلام أعلاهم بصيرة ( أشهد أنك مضيت على بصيرة من أمرك )
@ وكذلك في يومنا هذا .. فإن بعضهم لاتنقصه الشجاعة ..ولكنه لم يقرأ الظروف ولم يدرك حقيقة المعركة .. ولكن أهل البصائر عرفوها وأدركوا أنها الفرصة .. فلم تخدعهم وسائل الإعلام ولم يثن من عزمهم فشل السياسيين .. فبادروا لحماية مقدساتهم ولازموها حتى اللحظة الأخيرة ففازوا بكأس السعادة الأبدية .
الوجه السابع :
@ إن أصحاب الحسين كانوا يدافعون عن بنات رسول الله ..وخيام رسول الله وبيوته التي أحاط بها الأعداء ..فلم يصلها أحد الأوباش حتى تضرج اصحابه بالدماء .
@ وإنك لو دققت النظر لوجدت من يدافعون اليوم عن المقدسات إنما يدافعون عن بيوت رسول الله.. حيثنقرأ في إستئذان دخول العتبات المشرفة (( اَللّـهُمَّ اِنّي وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ اَبْوابِ ب
ُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا إلاّبِاِذْنِهِ، فَقُلْتَ يا اَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيِّ إلاّ اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ))
وأما دفاعهم عن بنات رسول الله السيدة زينب في الشام والسيدة حكيمة في سامراء .. فمما يظهر بأدنى تأمل.
الوجه الثامن :
@ إن سيدتنا ام البنين وأم وهب وزوجة زهير وأمثالهن من الأمهات والزوجات المحتسبات اللواتي قلن لرجالهن ( إذهب وبيض وجهي عند فاطمة ) .. نقطة مضيئة في تاريخنا .
@ وإن المؤمنات في هذا الزمان كثر .. بين من تتمنى الأولاد لنصرة المجاهدين .. ومن تدفع ولدها للقتال .. ومن تستقبل جسده المقطع بالبشرى والورود وتقول ( شرفتني أمام أم الحسن عليها السلام )
الوجه التاسع :
@ إن بني أمية وجنود عمر بن سعد عليه اللعنة كأنما نزعت من قلوبهم الرحمة كما يحدثنا التاريخ .. وهو يكشف الحقد الدفين في نفوسهم ( نقاتلك بغضاً لأبيك )
@ وإن هؤلاء القتلة ممن ظهر فسادهم وتوحشهم وعدم وجود الرحمة في قلوبهم .. بلا حاجة لإثبات .
الوجه العاشر :
@ إن الحسين عليه السلام بكى على أعدائه وتأسف على ماوصلوا إليه من الضلالة .
@ وإن قادتنا الربانيين العلماء الأعلام على طريق جدهم الحسين يصدرون الوصايا للمجاهدين ( وأشهرها وصية سيدنا المفدى في عشرين بنداً ) التي تكشف عن مدى تألمهم لحال المسلمين وتضليل بعض الشباب وخداعهم وحشو رؤوسهم بالحقد على الشيعة .
الوجه الحادي عشر :
@ إن الحسين بادر للخروج من مكة والإبتعاد عنها قبل إنتهاك حرمتها وقدسيتها ووقوع القتال فيها .
@ وإن المجاهدين اليوم إبتعدوا عن المقدسات وبادروا الى لقاء العدو بعيداً عنها لحفظها وحماية قدسيتها .
الوجه الثاني عشر :
@ إن الحسين عليه السلام قد شارك معه الكبير والصغير والصحيح والعاجز والمسلم والمسيحي فكانت هبة أنسانية لنصرة ريحانة رسول الله .
@ وإن هذا الحال بتمامه في تكرر اليوم .
https://t.me/AiliaEmame1185