ما مدى شرعية هذه العبائر عَاشِقُ الحُسَيْنِ، عَاشِقُ الزَّهْرَاءِ، مَوْكِبُ عُشَّاقِ الرَّبَابِ؟

 ✍🏼رِسَالَتِي لِلعَالَمِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

قَدْ وَرَدَ الذَّمُّ لِمُفْرَدَةِ العِشْقِ عِنْدَ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) وَنَدَرَ اسْتِعْمَالُهَا فِي أَدْعِيَتِهِمْ وَالزِّيَارَاتِ وَالأَحَادِيثِ، وَرَأَيْتُ أَحَدَ العُلَمَاءِ يُفِّرِقُ الحُبَّ عَنْ العِشْقِ بِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مَيْلٌ، وَلَكِنَّ العِشْقَ مَصْحُوبٌ بِشَهْوَةٍ، فَعَلَى هَذَا فَهَلْ مِنْ المَقْبُولِ إِطْلَاقُ هَذِهِ العَبَائِرِ (عَاشِقُ الحُسَيْنِ، عَاشِقُ الزَّهْرَاءِ، مَوْكِبُ عُشَّاقِ الرَّبَابِ)؟


🔍الجواب :

   الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.


   الحُبُّ فِي اللُّغَةِ وَالعُرْفِ هُوَ المَيْلُ وَالإِنْجِذَابُ إِلَى الشَّيْءِ، أَمَّا العِشْقُ فَهُوَ فَرْطُ الحُبِّ، أَيْ المَرْتَبَةُ العَالِيَةُ مِنْ الحُبِّ، وَقَدْ يَكُونُ مَعَ شَهْوَةٍ بِالنِّسْبَةِ لِلزَّوْجَةِ أَوْ المَرْأَةِ، وَقَدْ يَكُونُ مَعَ غَيْرِهَا، كَمَا فِي عِشْقِ الأُمُورِ المُقَدَّسَةِ وَالوَلَهِ بِهَا. حَتَّى قِيلَ إِنَّ اسْمَ الجَلَالَةِ (اللهُ) عَزَّ وَجَلَّ مُشْتَقٌّ مِنْ (الوَلَهِ) وَهُوَ تَعْبِيرٌ آخَرُ عَنْ العِشْقِ، لِأَنَّ الوَلَهَ هُوَ أَعْلَى دَرَجَاتِ الحُبِّ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ مِنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ تَتَحَيَّرَ فِيهِ العُقُولُ وَتَتِيهُ فِي مَحَبَّتِهِ القُلُوبُ، وَالأَلْفَاظُ تُعْرَفُ بِقَرَائِنِهَا إِنْ أُطْلِقَتْ، فَلَا ضَيْرَ فِي هَذِهِ الإِطْلَاقَاتِ مُطْلَقًا: عَاشِقُ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَوْ عَاشِقُ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَنَحْوُهُمَا; إِذْ لَمْ يَثْبُتْ أَنَّ العِشْقَ هُوَ مَعْنًى حَقِيقِيٌّ لِفَرْطِ الحُبِّ مَعَ الشَّهْوَةِ فَقَطْ، وَلَوْ فُرِضَ فَالإِسْتِعْمَالُ المَجَازِيُّ فِي هَذِهِ المَوَارِدِ مَعَ القَرِينَةِ لَا مُشْكِلَةَ فِيهِ.


   وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.

تعليقات