هل النبي نوح ع بُعث الى مدينة واحدة هي الوحيده الموجودة في الارض ولم يؤمنوا بالله وصار الطوفان ؟ ام موجود ناس غيرهم في الارض؟
النبيّ نوح (عليه السلام) هو الولدُ التاسع من ذرية آدم (عليه السلام) وهو أول أنبياء أولي العزم، والنبيّ الرابع من بعده، وهو أول الأنبياء الذي أنزل الله تعالى العذاب في زمانهِ على الخلق فقد أغرقهم بالطوفان بسبب كفر قومه بالله تعالى بعد أنْ دعاهم إلى التوحيد وعبادة الله تعالى 950 سنة، وقد أمر الله تعالى نوحاً بصناعة السفينة لكي ينجو هو ومن معه من المؤمنين من الطوفان، وقد ذكرت العديد من الآيات القرآنية قصة نوح (عليه السلام) حيث وردَ اسمه 43 مرة في 28 سورة، ووردت قصته بصورة إجمالية كما في سورة الأعراف من الآية 59 إلى الآية 69، وسورة هود من الآية 25 إلى الآية 49، وسورة المؤمنون من الآية 23 إلى الآية 30، وسورة الشعراء من الآية 105 إلى الآية 122، وسورة القمر من الآية 9إلى الآية 17، مضافاً إلى سورة نوح. ومع وجود كلّ هذه الآيات إلا أنها لم تتعرض إلى ذكر مكان الطوفان، وهل هناك أقوام في الأرض غير قوم نوح؟
وقد جاءت أكثر هذه التفاصيل في الروايات الشريفة، ففي بحار الأنوار ج11 ص 312 عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لمّا أراد الله عزوجل هلاك قوم نوح عقّم أرحام النساء أربعين سنة فلم يولد فيهم مولود، فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمرهُ الله أن ينادي بالسريانية، لا يبقى بهيمة ولا حيوان إلا حضر، فأدخل من كلّ جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة، وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلاً فقال الله عزوجل: "احمل فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلكَ إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" وكان نجرَ السفينة في مسجد الكوفة، فلما كان في اليوم الذي أراد الله هلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة، وقد كان نوح اتخذ لكلّ ضرب من أجناس الحيوان موضعاً في السفينة، وجمع لهم فيها ما يحتاجون إليه من الغذاء، فصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور، فوضع عليها طيناً وختمه حتى أدخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففضّ الخاتم ورفع الطين، وانكسفت الشمس، وجاء من السماء ماءٌ منهمر صبّ بلاقطر، وتفجرت الأرض عيوناً، وهو قوله عزوجل: "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجّرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قُدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر" قال الله عزوجل: "اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسها" يقول: مجراها أي مسيرها، ومرساها أي موقفها، فدارت السفينة ونظر نوح إلى ابنه يقع ويقوم فقال له: "يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين" فقال ابنه كما حكى الله عزوجل: "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" فقال نوح: "لا عاصمَ اليوم من أمر الله إلا من رحم" ثم قال نوح: "ربّ انّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين" فقال الله: "يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين" فقال نوح كما حكى الله تعالى: "ربّ إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي ترحمني أكن من الخاسرين" فكان كما حكى الله: "وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" فقال أبوعبد الله عليه السلام: فدارت السفينة وضربتها الامواج حتى وافت مكة، بالبيت وغرق جميع الدنيا إلا موضع البيت، وإنما سمّيَ البيت العتيق لأنهُ اعتق من الغرق، فبقي الماء ينصبّ من السماء أربعين صباحاً، ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء، قال: فرفع نوح يده ثم قال: (يا رهمان اتقن) وتفسيرها رب أحسن، فأمر الله الارض أن تبلع ماءها وهو قوله: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي" أي أمسكي "وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي" فبلعت الارض ماءها فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها وقالت: إنما أمرني الله عزوجل أن أبلع مائي، فبقي ماء السماء على وجه الارض، واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم، وبعث الله جبرئيل فساق الماء إلى البحار حول الدنيا، وأنزل الله على نوح: "يا نوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممّن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسّهم منّا عذاب أليم" فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين وبنوا مدينة الثمانين، وكانت لنوح بنت ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها، وذلك قول النبيّ صلى الله عليه وآله: نوح أحد الابوين، ثم قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله "تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتقين"
المصدر : مركز الرصد العقائدي