وردنا سؤال :هل يمكن للمعصوم ان يصحح فعل المعصوم الاخر ويختلف معه في تشخيص المصلحة كما في حادثةالباب عندما همت الزهراء بالدعاء على المجرمين لكن الامام علي امرها بالرجوع عن ذلك
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله
هناكَ قراءاتٌ معرفيةٌ عديدة لهذه الحادثة ولكن لوأردنا تسليط الضوء عليها من زاويةٍ أخرى فنقول :
هذا التصعيدُ من الزهراء (ع) وتهديدها للقوم بأنها ستدعو عليهم لنزول العذاب ، صار سبباً ليتنازلوا عن تماديهم في غيّهم وطغيانهم ، ويصرفوا النظر عن قتل أمير المؤمنين (ع) .
تأملوا : القوم هددوا أمير المؤمنين (ع) بالقتل ، والزهراء (ع) هددتهم بإنزال العذاب .
وموقفها عينُ الحكمةِ والصوابِ والعصمة ، فلا إسلام بلا بقاء أمير المؤمنين (ع) حياً .
والقوم كانوا جادين ومصمّمين على قتل أمير المؤمنين (ع) ، والزهراء (ع) لما رأت أنّ الأمور تسير تجاه قتل أمير المؤمنين (ع) ، هددتهم بإنزال العذاب .
حتى يحولَ العذاب بينهم وبين ما عزموا عليه ، كلّ ذلك دفاعاً عن الإسلام وعن إمام زمانها .
ولكن بعد أن هدّدتهم تراجعوا عندما رأوا بوادر ومقدمات نزول العذاب ، وهنا أرسل أمير المؤمنين (ع) سلمان الفارسي ليخبر ابنة المصطفى ولبوة النبوة أنّ تهديدك وعزمكِ وإرادتك قد حقق الغرض ، وتراجع القوم مبدئياً عن قرارهم بقتلي .
ومادام أنهم تراجعوا عن قرارهم هذا فلا داعي لإنزال العذاب عليهم ، لأنّ ذلك سيتحول إلى نقمة .
المصدر : مركز الرصد العقائدي