هل كان النبي هدفه تحقيق مكاسب ومصالح دنيوية

 شبهتان :


🍃 الشبهة الاولى : حاصلها إتهام النبي (صلى الله عليه وآله) بالافتراء بهدف تحقيق مكاسب ومصالح دنيوية ، مثل السلطة والشهرة .


🍃 الشبهة الثانية : يدعى أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان عبقرياً ذا شخصية نزيهة وطموحة ، أراد إنقاذ قومه من حالة الانحطاط والتخلّف التي كانوا غارقين فيها ، من خلال أفكاره السامية التي كان يحملها ، ونتيجة لإدراكه تخلّف قومه وعدم تفاعلهم مع أفكاره الإصلاحية قرّر الإيحاء لهم انّه مرتبط بالله تعالى وانّه مرسل من قبله بهذه الأفكار والمشاريع الإصلاحية حتى يكونوا أكثر استعداداً لتقبّل هذه الأفكار والدّفاع عنها .


والحقيقة انّ هذه الأفكار والشبهات ليست مستحدثة وانّما اقترنت ببداية بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) ودعوته ، فقد واجهه قومه بهذه التهم الباطلة ورفضوا ارتباطه بالله تعالى ، ولذلك نجد القرآن الكريم يردّ عليهم بتأكيد هذا الارتباط في مواضع عديدة من زوايا مختلفة وبصيغ متنوّعة ، فتارةً يتحدّى الإنس والجن من أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، وأخرى يؤكد على ارتباط الرسول بالوحي وانّه لا يملك الخيارات ، وأخرى يحاججهم بانتظام القرآن وعدم الاختلاف فيه . وغير ذلك ، مثل قوله تعالى : ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾(البقرة / ٢٣).


﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾(الإسراء / ٨٨).


﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾(النساء / ٨٢).


﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾(يونس / ٣٧).


﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾(الحاقة / ٤٤ ـ ٤٦).


﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾(النجم / ٣ ـ ٥).


ويمكن مناقشة هاتين الشبهتين بما يلي :


1⃣ ـ بما ثبت من إعجاز القرآن وانّه ليس من إنشاء البشر .


2⃣ ـ الأدلة والشواهد المثبتة لعالم الروح ، وعدم حصر الوجود بالعالم المادّي . 

 

3⃣ ـ استقامة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة وبعدها وتحمّله المشاق والمصاعب في سبيل نشر رسالة الإسلام ، حتى أثر عنه قوله : "ما أُوذي نبيٌّ مثل ما أُذيت"(بحار الأنوار ج ٣٩ . ص ٥٦) ، إضافةً للأدلة الدالة على علمه بالمآسي التي تواجه أهل بيته ، ممّا يكشف انّه لم يكن يقوم بدور مزيّف ، بل هو مكلّف من ربّه بتبليغ الرسالة مهما كلّف الثمن ، كسائر الأنبياء والرسل الذين تحمّلوا من قومهم ما تحمّلوا في سبيل أداء رسالتهم .

تعليقات