🥀 س : من هما منكر ونكير ؟
🔵 ج : منكر ونكير هما ملكان موكلان لسؤال الميت في القبر ، حيث يسألانه مَن ربّك ؟ ومَن نبيك ؟ ومَن إمامك ؟ وما هو دينك ؟ فإذا أجاب بالجواب الصحيح فهما يبشِّرانه ، فيكونان مبشراً وبشيراً ، وإلاَّ فيضربانه بعمود من نار فتكون حفرته من حفر النار .
وقد وردت الكثير من الروايات التي ذكرت بعض الأمور التي تُنجي الإنسان من سؤال منكر ونكير في القبر، ومنها : زيارة الإمام الحسين ، والدفن في أرض الغري قرب مرقد أمير المؤمنين ، وإقامة الصلاة ، وغيرها .
وهاتان روياتان تبينان وظيفتهما :
١ . روي عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عما يلقى صاحب القبر ، فقال : إن ملكين يقال لهما : منكر ونكير يأتيان صاحب القبر فيسألانه عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيقولان :
ما تقول في هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟
فيقول : من هو ؟
فيقولان : الذي كان يقول : إنه رسول الله ، أحق ذلك ؟
قال : فإذا كان من أهل الشك قال :
ما أدري ؟ قد سمعت الناس يقولون ، فلست أدري أحق ذلك أم كذب ؟
فيضربانه ضربة يسمعها أهل السماوات وأهل الأرض إلا المشركين .
وإذا كان متيقناً فإنه لا يفزع فيقول : أعن رسول الله تسألاني ؟
فيقولان : أتعلم أنه رسول الله ؟
فيقول : أشهد أنه رسول الله حقاً ، جاء بالهدى ودين الحق ، قال : فيرى مقعده من الجنة ويفسح له عن قبره ثم يقولان له : نم نومة ليس فيها حلم في أطيب ما يكون النائم .
٢ . روي عن سليمان بن مقبل ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره ، فإذا ادخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له :
من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله ، ومحمد نبيي ، والاسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مد بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنة ، ويدخلان عليه الروح والريحان ، وذلك قوله عز وجل : " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان " يعني في قبره " وجنة نعيم " يعني في الآخرة ، ثم قال عليه السلام : إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره ، وإنه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء إلا الثقلان ويقول : لو أن لي كرة فأكون من المؤمنين ، ويقول : ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، فتجيبه الزبانية ، كلا إنها كلمة هو قائلها ، ويناديهم ملك : لورد لعاد لما نهي عنه ، فإذا ادخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثم يقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب ، فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شيء ، ثم يقولان له : من ربك ؟ وما دينكة؟ ومن نبيك ؟ فيقول : لا أدري فيقولان له : لا دريت ولا هديت ولا أفلحت ، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه من الحميم من جهنم ، وذلك قول الله عز وجل : " وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم " يعني في القبر " وتصلية جحيم " يعني في الآخرة .
بحار الانوار ج ٦ ص ٢٢٢ و ٢٢٣ .