أقوال بعض علماء التفسير :
١ - الشّيخ الطوسي: شيخ الطائفة، وأوّل مفسّر للقرآن الكريم، من أعلام القرن الرابع الهجري، يقول في (البيان في تفسير القرآن): "المسجد الأقصى هو بيت المقدس، وهو مسجد سليمان بن داود... إنما قيل له الأقصى، لبُعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام".
٢ - الشّيخ الطبرسي: من أعلام القرن الخامس الهجري، يقول في (جامع الجوامع): "أسرى وسرى بمعنى، ونكَّر قوله ليلاً لتقليل مدَّة الإسراء، وأنّه أسري به في ليلة من جملة اللّيالي من مكّة إلى الشّام مسيرة أربعين ليلة، وقد عرج به إلى السّماء من بيت المقدس.. والمسجد الأقصى هو بيت المقدس، لأنّه لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد". قال في (مجمع البيان): "فإنّ الإسراء إلى بيت المقدس وقد نطق به القرآن ولا يدفعه مسلم".
٣ - الشيخ الشيباني: من أعلام القرن السَّابع الهجري، قال في (نهج البيان عن كشف معاني القرآن): "الإسراء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى عرفناه بنصّ القرآن والمعراج، وما يتبعه عرفناه بالسنّة وقوله {الّذي باركنا حوله} يريد حول المسجد الأقصى.. والّذي جاء عن أئمّتنا (عليهم السلام)، أنَّ المعراج كان من المسجد الأقصى إلى البيت المعمور". وقد ذكر قول السّدّي أنّ المسجد الأقصى هو بيت إيليا، يعني بيت المقدس.
٤ - الشيخ الكاشاني: من أعلام القرن التّاسع الهجري، قال في (زبدة التفاسير): "المسجد الأقصى بيت المقدس، لأنّه لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد". وذكر رواية عن الرّسول (صلى الله عليه وآله) : ".. وركبت ومضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس.. ثم أخذ جبرئيل بيدي إلى الصّخرة، فأقعدني عليها، فإذا معراج إلى السَّماء".
٥ - الشّيخ الطريحي: من أعلام القرن العاشر الهجري، قال في (تفسير غريب القرآن): "وقد عرج إلى السَّماء من بيت المقدس.. والمسجد الأقصى بيت المقدس، لأنَّه لم يكن وراءه حينئذٍ مسجد".
٦ - الشيخ مغنيّة: قال في (التفسير الكاشف): "والمسجد الأقصى هيكل سليمان، وسمّي مسجداً لأنّه محلّ للسّجود، وهو أقصى لبُعده عن مكّة".
٧ - السيّد الطباطبائي: قال في (الميزان): "المسجد الأقصى هو بيت المقدس، والهيكل الّذي بناه داود وسليمان، وقدَّسه الله لبني إسرائيل، وقد سمّي المسجد الأقصى لكونه أبعد مسجد بالنّسبة الى مكان النبي (صلى الله عليه وآله) ومن معه من المخاطبين، وهو مكّة الّتي فيها المسجد الحرام.
٨ - الشيخ مكارم شيرازي: قال في (الأمثل): "الآية تتحدَّث عن إسراء النبي (صلى الله عليه وآله) ، أي سفره ليلاً من المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، إلى المسجد الأقصى في القدس الشّريف".
المجسد الأقصى في بعض الروايات المعتبرة :
١ . عن الصَّادق(عليه السلام): "صلَّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس بعد النبوَّة ثلاث عشرة سنة بمكَّة، وتسعة عشر شهراً بالمدينة، ثم عيّرته اليهود، فقالوا إنَّك تابع لقبلتنا، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً، فلمّا أصبح صلّى الغداة، فلمّا صلّى من الظّهر ركعتين، جاءه جبرائيل، فقال له: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، ثم أخذ بيد النَّبيّ (صلى الله عليه وآله)، فحوَّل وجهه إلى مكَّة... فقال المسلمون صلواتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول الله ؟ فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، يعني صلاتكم، إلى بيت المقدس".[من لا يحضره الفقيه، ج١، ٢٧٢ ح٨٤٥].
٢- عن الحلبي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "سألته هل كان رسول الله يصلّي إلى بيت المقدس؟ قال: نعم. فقلت: أكان يجعل الكعبة خلف ظهره؟ فقال: أمّا إذا كان بمكّة فلا، وأمَّا إذا هاجر إلى المدينة فنعم، حتّى حوّل إلى الكعبة".[الكافي، ج٣، ص٢٥٤، ح ١٦].
وقد ذكر العلماء جميعاً في كتبهم الفقهيّة ، أنّ المسجد الأقصى هو من المساجد الأربعة التي يعتكف فيها أو يستحب الصلاة فيها ، لتضافر الرّوايات حول ذلك، منها ما ورد عن أبي جعفر(عليه السلام): "المساجد الأربعة؛ المسجد الحرام، مسجد الرّسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة. يا أبا حمزة، الفريضة فيها تعدل حجّة، والنافلة تعدل عمرة". [من لا يحضره الفقيه، ج١، ص٢٢٩ ح٦٨٤] .
ثلاثة من العلماء قد ذكروا بيت المقدس :
١ -الشّيخ كاشف الغطاء: "يعتقد الشّيعة الاماميّة أنَّ جميع الأنبياء الّذين نصّ عليهم القرآن الكريم رسل من الله وعباد مكرّمون بعثوا لدعوة الخلق إلى الحقّ، وأنّ الله سبحانه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج من هناك بجسده الشّريف". [أصل الشيعة وأصولها].
٢ - الشيخ عبّاس القمّي: "اِعلم أنّه ثبت من الآيات الكريمة والأحاديث المتواترة، أنّ الحقّ تعالى أسرى برسول الله في ليلة واحدة من مكّة المعظَّمة إلى المسجد الأقصى، ومن هناك عرج به إلى السّماوات"[منتهى الآمال، ص ٧٨].