هو العلامة المقتدى الحاج السيد محمد بن سماحة السيد علي بن الحجة السيد محمد السلمان، ينحدر من سلالة كريمة ومن آباء استهاموا في العلم والفقاهة، ولد ونشأ في مدينة المبرز بالأحساء وأصبح ــ بعد أن استوطن النجف الأشرف لمدة مديدة وعاد إلى وطنه الأصلي ــ مقتدىً لأهل الفضل ومنارا يستنير به عامة الناس من حوله..

وقد عرفته عن قرب ووعيت بوجوده منذ أيام طفولتي وقد كان رحيله فاجعة ممضة بالنسبة لي وللمؤمنين من أهالي المبرز بوجه خاص، وأهالي منطقة الأحساء بوجه عام..

علميته:

مما يتفق على بروزه العلمي كافة أهل الفضل من علماء الأحساء وعلماء العراق فهو أستاذ للعديد من العلماء ومن بين من تعرفنا عليهم الحجة الفاضل الشيخ صالح السلطان الذي درس على يديه المكاسب من تأليف الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري وقد سمعت هذا منه (الشيخ صالح) مباشرة وكان يُقـَـيِّـمُ درسَه ويثمنـَه ودرس عنده الشيخ محمد العطية أيضا والشيخ علي بن الشيخ عباس الدندن والشيخ ابراهيم البطاط وهم من الفضلاء..

وأما عن اهتمام علماء الحوزات الأخرى بمقامه فينقل ابنه الحجة السيد عدنان أنه حين عودته إلى النجف الأشرف للزيارة أي بعد استقراره في الأحساء طلب إليه المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر (نور الله ضريحه)تنسيق موعد لزيارة والده كلُ ذلك اهتماما بقدره، وعلو شأنه عنده، بل إنه كان على علاقة وطيدة به وبينهما زمالة دراسية.

وينقل السيد الجليل حسين الياسين والد الفاضلين السيد ناصر والسيد عبد الله:

أنه كان برفقة السيد محمد (طاب ثراه) في زيارته إلى كربلاء وأنه قد استأجر خانا وهناك زاره المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي (قد س) حاملا معه مؤلفاته وقد قدمها للسيد محمد رحمه الله مباشرة تقديرا له واعتدادا بفضله .

إشارات إلى علميته:

1 لقد كان الحجة المجتهد الشيخ محمد الهاجري يكثر التردد عليه بشكل ملحوظ، ويستأنس بالجلوس إليه ومن المعروف لدى الجميع أن الشيخ الهاجري قليل الرغبة في المجالس غير العلمية ونقل عنه إشادات كبيرة في علمية السيد المترجم له، وعندما حضر مجلس الفاتحة ذرفت عينه لشدة تألمه بفقد هذا السيد الجليل .

2 ينقل الحجة السيد علي الياسين رحمه الله أن بعض طلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف كانوا يطلقون على السيد المترجم له لقب: (السيد بحر العلوم) !

3 ومما كان واضحا للقريبين منه أنه يعمل في المسائل باطمئنانه الشخصي ممن حكى ذلك نجله السيد هاشم .

ومما لاح لي من خلال ترددي عليه أن منضدته الصغيرة التي توضع إلى جانبه لا تخلو من الكتب العلمية وقد زرته ذات مرة في بيت ابنه السيد هاشم الواقع بمحلة النزهة ـــ شمال المبرز ـــ فوجدت بعض الكتب الفقهية الاستدلالية إلى جانبه وبينها تقارير أبحاث السيد محمد رضا الكلبايكاني الذي كان قد طرح للمرجعية أنذاك ..

وهذا يشعر باستمرار متابعاته العلمية بالرغم من المرض الذي قد استمر به طويلا زهاء 25 سنة ..

ولوحظ كثرة مراجعته لموسوعتي المستمسك والحدائق الفقهيتين وربما غيرها حتى في فترة مرضه فكان دائم المطالعة والمتابعة وراء المسائل الاختلافية.

4 وهناك العلامة السيد طاهر نجل السيد هاشم السلمان وهو من العلماء والمجتهدين البارزين في الأحساء وقد عرف إعجابه بشخصية السيد (المترجم)، فكان يميز السيد ليس على الأساتذة في الأحساء بل على الأساتذة الذين أفاد منهم وله معهم صلة وعلاقة في النجف الأشرف ولهذا ظهر عليه التأثر الشديد لما أنتقل السيد المترجم إلى الأحساء مودعا النجف وكتب إليه بأبيات وهو يشكو فيها فقده وما فقدوه بانتقاله إلى الأحساء حيث كان ملاذا لهم ومحورا يحتكمون إليه في مسائلهم العلمية، والتي منها :

وإذا المشاكل في المحافل ألقيت والكل من عنف يطيل تحيرا

فهو الذي عقد المشاكل حلهـــا بسداد رأي كـــان فيه مظفرا

فلئن سما هام السها وتراقصت أغصان ورد في هواه تبخترا

ولئن أزاح عن العلوم غوامضا وسما الزمان بنوره واستبصرا

أوليس فرعا من علي وفاطم وبنوره أحيـــا القلوب ونورا

دقته العلمية:

وهنا حكايات كثيرة تحكي دقته العلمية والفقهية لا يسمح امتداد هذه السطور لروايتها بيد أني أكتفي بهذه الحكاية المهمة:

في ذات سنة من السنين ومن أيام الحج تقدم بعض المؤمنين بسؤال فقهي إلى بعثة المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم (قد سره) وأجاب رجال البعثة وبعض الفضلاء بجواب وتفرد سيدنا المترجم بجواب خاص ولما بعثوا في ذلك إلى المرجع أجاب بما يوافق السيد محمد الناصر رحمه الله !!

حافظته القوية:

وهذا ما اشتهر عنه فكان مضربا للمثل في حافظته وذاكرته لكل ما كان قريبا أو بعيدا من الأحداث..

1 وقد نقل جدنا للأم السيد علي السيد صالح العلي (رحمه الله)عن سماحة السيد مباشرة أنه لا يزال يتذكر يوما من أيام رضاعه حيث قد أرضعته امرأة غير أمه فعضها في ثديها !!

2 ويحكي أخونا الفاضل السيد حسن نجل الحاج الجليل السيد علي الياسين (رحمه الله) أن بعض شباب السادة من طلاب الجامعة قد ألقى إليهم أستاذهم ببيت شعر عربي وطالبهم بالبحث عن الشاهد فيه ويقول السيد حسن حفظه الله أنه سأل السيد الراحل وتفاجأ بذكره محل الشاهد من هذا البيت وأوعزه إلى كتاب مغني اللبيب لابن هشام الانصاري وقال هكذا أتذكره من قبل أربعين سنة حينما كنت أدرس المغني للشيخ محمد العطية !

3 يحكي ابنه الفاضل السيد هاشم أن احد السادة طرح عليه مسألة اختبارية في حساب الكر ولما سأل والده المترجم له أجابه بالجواب الدقيق فعندها طمع الابن في أن يعرف مأخذ جواب المسألة لوالده، فقال له هذا يوجد في حواشي كتاب اللعمة وهو كتاب يهتم به طلاب العلم في مرحلة السطوح الدانية وقبل مرحلة السطوح العالية، فهذا ما يدل على احتفاظ ذهنه بما مر عليه في الأيام الأولى من دراسته وليس ماكان في متون الكتب فقط بل ما هو في الحواشي أيضا..

دوره الرسالي في المجتمع:

ولهذا الدور ملامح في حياة سيدنا العلامة (قد سره) :

1 قد كان إماما للجماعة في منطقة تزدحم بالشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام ما تعرف بـ(حي العتبان)وسط مدينة المبرز، وكان يهتم بتنظيم صلاة الجماعة ورعاية الشروط الشرعية فيها حتى أنه كان يشرف على تنظيم الصفوف بنفسه ويجبر الأباء المصطحبين لأبنائهم أن يجعلونهم إلى جانبهم منعا لإحداث الفوضى والازعاج مما قد يخل بأدب الجماعة وأدب المسجد !

2 كان يتحدث إلى الناس من على منبر المسجد، قبل أن يقطعه المرض .

3 تبنى إشاعة الثقافة الدينية الحوزية فكان يفتح الدروس الحوزية المعروفة بـ(المقدمات)ويجتمع حوله ثلة من الشباب ليتلقوا الدروس في ذلك في نفس المسجد وربما تجاوزه إلى الأماكن الأخرى، ومن بين المستفيدين منه جدنا للأم السيد علي السيد صالح العلي (رحمه الله) كما سمعت ذلك منه مباشرة .

ومن تصريحات العالم الجليل الحجة السيد محمد علي الهاشم حفظه الله أن السيد محمد الناصر من المؤسسين للحوزة في الأحساء .

4 اهتمامه باللقاء بالناس والتواصل معهم فقبل أن يقعده المرض كان يخرج في رحلات مع بعض المؤمنين إلى المزارع والبراري الصالحة لقضاء الوقت فينتهزها فرصة للتقرب منهم والتأثير عليهم وحكى لي والدي المبرور حفظه الله أنه قد أدرك ذلك وحضر بعضها وكان السيد ينتهز هذه الأوقات للوعظ والتوجيه ..

واستمر ذلك الاهتمام حتى بعد أن أقعده المرض لعقدين ونصف من العمر فلم يتخلى عن سيرته التي عود الناس عليها فكان يفتح بابه عصر كل يوم بعد انتهاء المجلس الحسيني القريب من بيته ويدخل الناس عليه أفواجا ويجلسون عنده مقتبسين من إشعاع روحه الصابرة والمحتسبة عند الله عز وجل كما يستمعون إلى بعض توجيهاته ونصائحه المسموعة وقد كنا (أطفال ذلك الحي والمراهقون) ممن يتردد عليه مع الناس وبالرغم من حداثة سننا آنذاك إلا أنه كان حسن الاستقبال لنا وربما التفت إلى بعضنا يسأله عن أبيه وأعمامه وباقي قرابته .

5 وفي فترة مرضه الطويل أيضا كان يستقبل استفسارات المؤمنين واستفتاءاتهم عبر سماعة الهاتف التي كانت بجانب فراشه ..

6 كما أنه لم ينعزل عن العالم بل إنه يتابع الأخبار السياسية كبرنامج يومي متكرر .

حسه المرهف:

لعل ما ذكرنا من انفتاحه على الناس والاستماع إليهم يكفي للتدليل على رهافة الحس و رقة المشاعر لديه إلا أنني أستحضر موقفا كان بسيطا في نظري قبل أن أتجاوز مرحلة الطفولة ورأيته كبيرا معبرا وأنا خارج تلك المرحلة ..

لقد قصدته مع ثلة من الشباب في سن المراهقة وأعمارنا بين الرابعة عشر والخامسة عشر وربما وصلت إلى السادسة عشر عاما وشكونا له من تصرفات بعض القائمين على المجلس الحسيني الذي كان تحت رعايته وكنا نتوقع أن يكتفي معنا ببعض الكلمات والوعود المهدئة لنفسياتنا ولكننا فوجئنا بأنه يطلب سماعة الهاتف ويتصل مباشرة بأحد المسؤولين ولما لم يصادفه في البيت التفت إلينا ووعدنا خيرا وأنه سيتابع الأمر بنفسه ..كان هذا موقفا أقل من العادي بالنسبة لنا عندما كنا في تلك المرحلة من العمر ولكنني الآن كلما أتأمله أزداد إعجابا بأبوته وعدم محاباته لكبير على حساب صغير مهما كان ذلك الرجل في العمر والسيادة في النسب؟!!

ومما اطلعنا عليه في هذا الجانب أنه أتفق مع أحد المقاولين من أبناء المحلة على بناء بركة له في داره وكان غرضه منها توفير الماء الكثير المعتصم وعندما شرع في العمل دعي هذا الشخص من قبل جهة أخرى لبناء بركة في مزرعتهم الخاصة فأراد الاعراض عن إنجاز البركة في بيت السيد فظهر التأثر على نفسية السيد المترجم يحكي المقاول بنفسه وكذا سُمِعَتْ من أولاده أنه ـــ المقاول ــ صار في أحوال نفسية شديدة حتى صار يخرج من بيته وربما تكلم بما يشبه الهذيان، وكان يقول عن ذلك بالهجة العامية :(شور فينا السيد)..

وقد اطلع على ذلك الحجة الشيخ صادق الخليفة رحمه الله فطلب من السيد زيارة هذا الانسان فاستجاب وذهبا وهناك التقى به عند باب بيته وما أن رأى السيد حتى تعانق معه ويقول الناقل بأن السيد صار يبكي مع الرجل وتسامح منه وهنا يقول المقاول منذ تلك اللحظة التي تحصلت فيها على رضا السيد الكريم شعرت ان وضعيتي عادت إلى طبيعتها !!

قوة إلهامه:

ومن علامة قوة الإلهام الرؤية الصادقة والقدرة في تعبير الرؤى على الوجه الدقيق وهذا ما كان يتميز به السيد الراحل (قد سره)، وفي ذلك حكايات ينقلها بعض من رافق السيد وعاشره من ذلك:

1 أنه رأى في المنام كأن العلامة الجليل الشيخ عبد الله الخليفة يحمل أمتعته في شاحنة وفسر ذلك بقرب أجله ثم توفي الشيخ بعد ثلاثة أيام من تلك الرؤيا !

2 حكى له عمه السيد حسين الناصر ــ وهو يكبره في السن ــ أنه رأى رؤيا غريبة كان يقف فيها إلى جنب جاره وأحد أعضائه أطول من مقابله لدى جاره ففسره له بأنه سيكون لكل منكما بيت (أرض) متجاورين وبيت أحدكم (أرضه)أطول من الآخر !

3 يخبر ابنه الفاضل السيد هاشم أنه في ذات يوم أخبرهم برؤيا تتعلق بالسيد علي الياسين رحمه الله أيام تواجده بقم المقدسة وقال لهم الظاهر أن السيد سيأتي إلى الأحساء وهو عازم على شراء بيت وإذا بالسيد علي الياسين قد أتى في نفس اليوم وكان غرضه فعلا هو تهيئة مبلغ لشراء بيت، ولم يكن خبر مجيئه واضحا لأحد أبدا إذ لم تكن خدمة الهاتف آنذاك !!

كما أن هذه القوة تأتي نتيجة لشفافية الروح وصقلها بالسير والسلوك الصحيح إلى الله عز وجل فتخرج بعض التأويلات والتعبيرات كعلامة تدلل على نجاح عملية السير والسلوك وهذا ما كان واضحا على السيد رحمه الله ومن الشواهد:

1 كان بعض الفضلاء يقومون بزيارته في أوقات الصباح كزيارات فردية ويخبرني ابنه الفاضل السيد هاشم أنه إذا طـُــرق الباب ربما التفت إلينا وقال افتحوا هذا الشيخ صادق الخليفة .. أو افتحوا هذا الشيخ حسين الخليفة .. أو افتحوا هذا فلان أو فلان من دون أن يكون هناك موعد مسبق كما أنه ليس لأي منهم وقت معين!!

2 من وكلائه في إدارة أمور الحسينية والمسجد وقضايا المحامات (تخليص الصكوك والأوراق الرسمية) جدي لوالدي الحاج محمد البن سعد (أبو خليفة)، يقول السيد هاشم قبل وفاة الحاج محمد البن سعد بشهرين أمرني والدي السيد محمد أن أذهب بنفسي إلى الحاج محمد وأشكره على مواقفه ورعايته للأمور الخاصة وأن أطلب منه إبراء الذمة !

3 والموقف نفسه يتكرر مع الحاج محمد العيسى الذي كان يتولى بعض شؤون الخدمة في الحسينية قال السيد هاشم طلب مني والدي السيد محمد أن أذهب إليه وأطلب منه براءة الذمة وقد توفي الحاج المذكور بعد عشرة أيام فقط !

كــراماته:

الكرامة من حظ النفس الكريمة على الله عز وجل وهكذا يبدو أن السيد الراحل ذو نفس كريمة على الله تبارك وتعالى منذ أيام فتوته ومما ينقل عن لسانه في هذا الجانب:أنه توجه ذات يوم من الأيام إلى عين الحارة التي كانت معروفة بوفرة مائها وحرارته والواقعة في مدينة المبرز و في ناحية قاصية عن البيوت آنذاك، فعندما وصلها لم يكن بها أحد سوى رجل بدوي ظل ينظر إلى السيد بريبة ثم أقترب من السيد يريد الاعتداء عليه بإغراقه في الماء يقول السيد صرخت مستغيثا بصحاب الأمر والزمان وقلت: ” ياصاحب الزمان “.وفوجئت بأن رأيت رجلا يأتي ويصرخ في وجه هذا البدوي :ماذا تريد أن تعمل .. أتركه ..فخاطب البدوي وهو عارف بما كان عازما على ارتكابه !!

عبادته:

إن سيدنا العالم الكامل لم ينصرف عن برنامجه العبادي بالرغم من المرض الطويل وبالرغم من رغبته الشديدة في العلم والمتابعة كما لم يعتذر لنفسه بالانشغال بالناس بل استمر على برنامجه العبادي والمتمثل في امور مما استطعنا أن نطلع عليه:

1 كان ملتزما بقراءة الأدعية الطويلة وآية التزامه بها أنه يقرؤها عن ظهر غيب كدعاء كميل ودعاء الافتتاح وغيرهما..

2 دائم القراءة للقرآن الكريم وربما قرأ ستة أجزاء في جلسة واحدة سيما في شهر رمضان المبارك !

صبره واحتسابه:

لقد اتضح للقارئ أن هذا السيد قد عانى من مرض مزمن عطل رجليه عن الحركة واستمر به ذلك المرض طويلا وكان صابرا شاكرا لله عز وجل وقد حكى لي نجله الفاضل السيد هاشم أنه كان يقرأ روايات الصبر وفي ذات مرة دعاه لأن يحضر كتاب الاثني عشرية في الأخلاق وطلب منه أن يفتح على باب الصبر وقال له إقرأ علي من الروايات الشريفة المتعلقة بهذا الباب ..

تأليفاته:

إنه كواحد من علماء المنطقة الذين غطى حياتهم ستار التواضع الشديد حتى صار من الصعوبة بمكان التعرف على أحوالهم العلمية في بداية نشاطهم ونهايته فعدم وجدان مؤلف لأحد علمائنا لا يدل على عدم وجوده بالتأكيد ..لأنهم يرون إخفاء الحال من هذه الجهة هو أول درجات إنكار الذات وقد خسرنا جراء هذا السلوك الكثير من التراثيات والأثريات العلمية كما تم العثور على بعضها ناقصا متآكلا وبعضها لم نتعرف فيه على أكثر من الاسم ؟!

ومما وصلنا بالاسم فقط تعليقة على كفاية الأصول للآخوند الخرساني للسيد المترجم (قد سره) وكتاب الكفاية كتاب أصولي معقد ومحور للأبحاث الأصولية التي يجريها العلماء في الحوزة ـــ وقد أكده بعض الفضلاء المطلعين والقريبين من السيد ولكننا لم نر لذلك أثرا، ولعله تقريره لبحث أستاذه السيد باقر الشخص والله العالم بحقيقة الأمر.

وينقل أحد المؤمنين من أقربائي أنه استعار كتاب أجود التقريرات بحث الشيخ النائيني بقلم السيد الخوئي قدست أسرارهم من مكتبة السيد المترجم له ورأى تعليقات السيد عليه وبعضها كان صريحا في الإيراد على مطالب الشيخ النائيني ..

السيد ومجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام:

إن الولاء والمحبة لآل رسول الله صلى الله عليه واله هي سمة عامة في المجتمع الأحسائي متأثرا بسيرة آبائه وأجداده الأوائل وإن السيد المترجم له لم يشذ عن هذه السيرة بل لقد سطر فيها أروع الأمثلة ومما يستدعي إعجاب كل موالي هو حرصه على الاستماع اليومي لمآتم آل رسول الله صلى الله عليه واله فهو وبالرغم من المرض الذي أقعده في بيته 25 سنة إلا أنه قد احتال عليه وأمر بأن يمد له سماعة تصل بينه وبين الحسينية التي كانت تقع في زقاق آخر يلي الزقاق الذي يقع فيه منزله ..

فكان يستمع إلى الخطباء بشكل دائم كما أنه يوجه انتقاداته وملاحظاته إلى الخطباء وبشكل مباشر وفي ذات يوم كنت قد سبقت إلى بابه قبل أن يتوجه إليه عامة الناس الذين اعتادوا ذلك بعد أنتهاءالمجلس في الحسينية، وجلست إلى جانبه وكانت السماعة على رأسه والصوت مفتوحا وأحد الخطباء يقرأ فلاحظت التفاعل على السيد وكان يكمل بعض الأحاديث والآيات التي يتلوها الخطيب ولما وصل الخطيب إلى استحباب غسل الجمعة في يوم الجمعة استدرك السيد بإضافة وهو استحباب تقديمه يوم الخميس في بعض الصور وقضائه أيضا من يوم السبت وكأنه يتمنى على الخطيب أن لا يغفل ذلك …

تربيته للأبناء:

ومما يشهد له به التربية الحميدة والتنشئة الصالحة للأبناء فعنده خمسة أبناء ذكور كلهم من أهل السمت والصلاح بينهم ثلاثة من العلماء والفضلاء في المنطقة أكبرهم الحجة السيد عدنان، والفاضل السيد علي، والحجة السيد هاشم ولكل منهم دور بارز في إمامة الجماعة ومرافقة الحجاج والمعتمرين واستقبال احتياجات الناس وطلباتهم الدينية والاجتماعية ..


تعليقات