جرائم الوهابية بين الماضي والحاضر - السيد زين العابدين المقدس الغريفي

جرائم الوهابية بين الماضي والحاضر

السيد زين العابدين المقدس الغريفي

 تدعوا الجماعات التكفيرية - الوهابية - الى تهديم القبور بأعتبارها - حسب ما يزعمون - رمز للشرك وعبادة الاوثان ، وقد سعوا جاهدين لايجاد السبل واثبات زعمهم من خلال شبهات يتوهموها وليس لها جذور اسلامية اصيلة او مستند مقبول لاجل تضليل المسلمين وزرع الفرقة بينهم ، لاجل تحقيق مآربهم الدنيئة والاهداف الاستعمارية التي دعت اليها قوى الاستكبار العالمي بتأسيس المذهب الوهابي وتفعيل افكار ابن تيمية الضالة والمضلة والمفرقة للمسلمين حتى توسعت هذه الافكار والمعتقدات الفاسدة ليتبناها عملاء الاستعمار البريطاني ليؤسسوا من خلالها حركة افسادية في عالمنا الاسلامي وكان من جملة ما سعت اليه الحركة التكفيرية تهديم نقاط القوة عند المسلمين والتي منها ما يربطهم باصول دينهم وقادتهم ، كمحاولة تهديم قبر النبي (ص) ، وكذلك تهديم قبور الائمة المهديين من اهل بيت النبي (ص) في البقيع وكربلاء وسامراء ، كما سعوا الى تكفير جميع المسلمين ممن لا يدين بدينهم ولا ينتحل ملتهم وهذا هدف صليبي صهيوني معلوم .


في حين ان الاسلام لم يهدم القبور بل جعلها مزاراً يتبرك بها ويستجاب ببركة اصحابها الدعاء وبشفاعتهم ، فكان رسول الله (ص) وامير المؤمنين وسائر الصحابة يزورون القبور ويقرأون القرآن والدعاء فيها وكتب التاريخ شاهدة على ذلك ، لانها تذكرهم بالآخرة ، وقد ورد من الاقوال والاحاديث في فضل زيارة القبور الكثير كما في حديث صحيح عن رسول الله (ص) حيث قال : من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ، وفي حديث آخر عن انس عنه (ص) : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً او شفيعاً يوم القيامة . وهذا يدل على ان الرسول حتى في حالة مماته يكون حياً كما في قوله تعالى : ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون)) ومقام الرسول (ص) واهل بيته (ع) افضل من الشهداء بالأولوية القطعية ، وفي اقوال كثيرة تؤكد على أهمية وعظم زيارة القبور كقوله (ص) : زوروا القبور فانها تذكركم بالاخرة ، حيث قال ذلك عند زيارته لقبر امه السيدة آمنة بنت وهب (رضوان الله عليها). وهناك عشرات الاقوال التي لا يسع المجال ذكرها .


    أضف الى ذلك قوله تعالى : (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) البقرة/125 ، حيث جعل من مقام ابراهيم مصلى ، وقد حكى الله سبحانه عن الموحدين الذين جعلوا على قبر اصحاب الكهف مسجداً بقوله (ولنتخذن عليهم مسجداً)  الكهف/21 ، وفي مواطن عديدة خصها الله بتلك المنزلة العظيمة ، ومع ذلك تجدهم يتمسكون بكل ما هو شاذ وغريب .


     وبعد جرائم عديدة في الحجاز والعراق استولى الوهابيون على المدينة المنورة حيث هدموا القباب ومنها قباب ائمة البقيع (عليهم السلام) صبيحة الثامن من شوال عام1344 هـ حيث يعتبر هذا اليوم من الايام السوداء التي مرت بها الامة الاسلامية لما جرى فيها من الجرائم الفادحة التي يندى لها الجبين . حيث ازالة العشرات من آثار الرسول (ص) وأهل بيته الاطهار بحجج واهية . كما لم يكتفوا بهدم الاضرحة والمقامات الشريفة حتى قاموا بتهديم مساجد الله كمسجد الكوثر ومسجد الجن ومسجد ابي القيس ومسجد جبل النور ومسجد الكبش وغيرها من المساجد التي ذم سبحانه وتعالى مخربي المساجد كما في قوله (( ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم)) البقرة/114 .


     وكان آخر عمل اجرامي ما قام به التكفيريون وبتغطية كاملة من الاحتلال هو هدم قبة الامامين العسكريين (ع) في22 / شباط/2006م حيث تضرر جزء كبير من الضريح وقد انهار الجزء الاكبر من القبة الشريفة ،  وكما وقد قاموا بتفجير المأذنتين في13 / 6/ 2007م .


     ومؤخراً في اوائل  الشهر الثاني من عام2009م قام التكفيريون من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي في الواقع هيئة ناهية عن المعروف الآمرة والفاعلة للمنكر لما تقوم من دور تخريبي في البنية الاجتماعية والدينية للناس حيث اخذوا يعتدون على الزائرين رجالاً ونساء شباب وشيوخ ، ولاسباب كثيرة بعيدة عن التطبيقات الاسلامية والاخلاق الكريمة فيشتمون زوار الرسول (ص) ويطعنون بعقيدتهم بحيث ينسبونهم إلى الشرك ، وايضاً في زيارة ائمة البقيع حيث شتموا النساء الزائرات بكلمات غير لائقة ولا تصدر عن مسلم التي تحكي واقع هذه الهيئة التكفيرية الناهية عن المعروف علماً ان هناك سجن كبير تحت المسجد النبوي يستعمل فيه اشد انواع العذاب بالنسبة للمؤمنين الموالين  .  


والى الان ما زالوا يصدرون تلك الفتاوى الهدامة في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم ، ولكن ((يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)) .

تعليقات