بسم الله الرحمن الرحيم

بعض الآيات الواردة في العلم والعلماء

قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)[1].

وقال أيضا: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولوا الألباب)[2].

وقال أيضا: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم)[3].

وقال أيضا: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، والله بما تعملون خبير)[4].

وقال أيضا: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا، لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم)[5].

بعض الأحاديث الواردة في العلم والعلماء


1) عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : (من علم خيرا فله مثل أجر من عمل به، قلت: فإن علمه غيره يجري ذلك له ؟ قال: إن علمه الناس كلهم جرى له، قلت: فإن مات ؟ قال: وإن مات)[6].

2) وعن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبدالله (ع) (من تعلم العلم وعمل به وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله وعمل لله وعلم لله)[7].

3) وعن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم)[8].

4) وعن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) يقول: (إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها)[9].

5 ) وعن داوود بن فرقد قال: قال أبو عبدالله (ع): (إن أبي كان يقول: إن الله عزوجل لا يقبض العلم بعد ما يهبطه ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم فتليهم الجفاة فيضلون ويضلون ولا خير في شيء ليس له أصل)[10].

6 ) وعن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبدالله (ع) قال: (قال رسول الله (ص): قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله ! من نجالس ؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله)[11].

7 ) وعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: (قرأت في كتاب علي (ع): إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل)[12].

8 ) وعن جابر بن عبدالله، عن أبي جعفر (ع) قال : (زكاة العلم أن تعلمه عباد الله)[13].

9 ) وقال رسول الله (ص): (فضل العالم على العابد سبعين درجة، بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما، وذلك لأن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها، والعابد مقبل على عبادته)[14].


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد …

ففي يوم الأحد الثالث من ربيع الثاني لعام 1417 هـ الموافق للثامن عشر من شهر أغسطس لعام 1996م، فجع الدين والأمة بفقد سماحة العلامة خادم الدين الحنيف الشيخ عبدالحسن بن سلمان بن مكي بن عبدالله بن عبدالنبي التوبلاني الجدحفصي البحراني، وانتقاله إلى جوار ربه الكريم.

وقد طلب بعض الإخوة المؤمنين مني أن ألقي نظرة على بعض جوانب حياته العامرة بخدمة الدين وأهله، فأجبتهم إلى ذلك على عجالة من أمري، فجاءت هذه الوريقات المتواضعة، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني لتطويرها إلى كتاب يتناسب مع ما قدمه هذا الفقيد الغالي.

نسبه ومولده

هو الشيخ عبدالحسن بن سلمان بن مكي بن عبدالله بن عبدالنبي التوبلاني الجدحفصي البحراني.

وأمه هي الحاجة فاطمة ابنة حسن بن أحمد، ولد في البحرين في عام 1904م.

تزوج من امرأة مؤمنة هي الحاجة فاطمة ابنة الملا إبراهيم بن نصر، فرزق منها بأربع بنات زوج الكبرى منهن للحاج أحمد أحمد الفردان والثانية للحاج خليل إبراهيم الحمار والثالثة للحاج حسن إبراهيم المحسن والرابعة للسيد مجيد السيد أسعد.


نشأته

ولد وعاش الشيخ الراحل مع أبيه الحاج سلمان في توبلي مدة ثلاث سنوات ثم اضطر أبوه أن يهاجر إلى أبوظبي، فكان في كنف أبيه الذي كان يرعاه ويربيه على طبق تعاليم أهل البيت (ع) واستفاد منه خبرة في الحياة إلى أن وفقه الله تعالى للزواج من إحدى النساء المؤمنات فأنجبت له ابنتين.

وفي سنة من السنين وبعد أن توفي والده كان سماحة العلامة الشيخ محمدعلي المدني والد العلامة الشيخ سليمان المدني متواجدا في أبوظبي فرآه هناك، وقد كانت بينهما علاقة من قبل ذلك إذ إن الشيخ عبدالحسن كان من خطباء المنبر الحسيني، وقد استؤجر في البحرين ليقرأ في عدة من مآتمها ومنها مدرسة الشيخ داوود مثلا وذلك في حدود عام 1945 م تقريبا، وغيرها، فأصر الشيخ المدني عليه أن يرجع معه إلى البحرين ليقوم هو بتدريسه وتخريجه على يديه، وتم ذلك بالفعل فرجع معه إلى البحرين.

ولما وصل قام بشراء منزل في جدحفص (الشاري) ومن ثم بدأ في الجهاد في سبيل الله تعالى بتعليم القرآن في مدارس الصادقي في منطقة الشاري من جدحفص، وفي نفس الوقت كان يداوم على تلقي العلوم الدينية على يد أستاذه الشيخ المدني، وفي سنة من السنين أصابه مرض الجدري في عينه اليسرى، ولما سمع بعض الكلام الذي مفاده وجود إشكال في البيت الذي اشتراه وسكنه اضطر إلى استئجار وقف خلف الوقف (بيت الحسين) الذي كان يسكنه الشيخ المدني ليسكن فيه بعد أشار عليه بذلك أستاذه الشيخ المدني حتى نقل أن الشيخ المدني كان يضطر للسلام عليه من خلف الجدار خوفا من انتقال العدوى إليه، وبعد مدة اضطر إلى الانتقال إلى بيت ابن خالته الحاج أحمد الفردان إلى أن زوج أكبر بناته فوفق أخيرا لشراء الأرض التي بنى عليها منزله الحالي في منطقة فريق الصاغة.

وقد اشتغل شيخنا الفاضل في عدة أعمال لينفق على نفسه وعائلته:

منها التجارة في اللؤلؤ ومنها خياطة العباءات (البشوت).

ومنها عقود الزواج.

ومنها الخطابة الحسينية.

وكان آخرها شراء وبيع الأراضي والعقارت، فمن الله سبحانه عليه بالغنى والثروة وأقبلت عليه الدنيا بنعيمها بعد أن عذبته مدة طويلة من عمره، وبعد أن قاسى الأمرين من ضنك العيش وشدة الحال.


دراسته وأساتذته

كان أبوه معلما للقرآن الكريم ولذلك صار أول أستاتذته، فعلمه القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم، وبدأ في إجهاد نفسه في القراءة والمطالعة، فقرر أن يدخل في سلك خدمة الإمام الحسين الشهيد (ع) فصار خطيبا من خطباء المنبر الحسيني.

وبعد أن رجع إلى البحرين تتلمذ على يد الكبار من علمائها، والأجلة من مشايخها، ومنهم:

1) سماحة العلامة الشيخ محمد على المدني.

2) سماحة الشيخ عبدالحسين الحلي قاضي محكمة التمييز.

ومن زملائه في الدراسة الدينية:

1) سماحة الشيخ منصور الستري.

2) سماحة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور.

ونظرا للتقوى والورع اللذين كان يتمتع بهما فقيدنا الغالي فقد نال ثقة فقهاء الشيعة العظام، فأجازه كل من:

1) آية الله السيد محسن الحكيم.

2) آية الله السيد أبو القاسم الخوئي (قدس الله سرهما).

أجازاه في نقل الفتاوى عنهما إلى المؤمنين، وأن يستلم الزكاة والخمس بسهميه (حق السادة وحق الإمام).

تلامذته

وقد تتلمذ على يديه عدة من مشايخنا الأجلة في الفقه وعلوم اللغة العربية والمنطق وغيرها، ومنهم:

1) سماحة العلامة الشيخ سليمان المدني قبل ذهابه إلى النجف الأشرف.

2) سماحة الشيخ حسن بن زين الدين.

3) الشيخ حسن الباقري.

4) الملا سلمان السنابسي، وغيرهم كثير.

عبادته

كان فقيدنا الغالي من عباد الله الصالحين المداومين على النوافل والمستحبات، فمن ذلك مداومته على صلاة الليل، ومن ذلك مداومته على قراءة القرآن الكريم والأدعية المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة (ع)، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، فقد كان يحضر إلى الجامع مبكرا ويبقى إلى أن يجيء وقت صلاة الظهر فيصلي ويبدأ في قراءة أدعية الشهر المبارك النهارية إلى أن يقرب وقت الغروب فيتوجه لبيته ويستعد لصلاة المغرب، ولقد كان فقيدنا المرحوم مداوما على التسبيح والذكر إلى آخر نفس من أنفاسه الطاهرة.

إقامته لصلاة الجمعة

كان فقيدنا الغالي يداوم على حضور صلاة الجمعة في جامع جدحفص خلف أستاذه الشيخ محمد علي المدني إلى أن توفي فتصدى لإقامتها بعد مدة من وفاة الشيخ المذكور وذلك في حدود عام 1364 هـ الموافق لعام 1943 م تقريبا.

وقد نقل لنا أن الشيخ المدني أوصى بالصلاة بعده لتلميذه فضيلة الشيخ عبدالحسن أمام جمع من المؤمنين.

وأما آخر صلاة جمعة أقامها فهي في أواخر شهر ربيع الثاني من عام 1414 هـ الموافق لشهر أكتوبر من عام 1993 م حيث طلب من تلميذه سماحة العلامة الشيخ سليمان بن أستاذه العلامة الشيخ محمد علي المدني أن يقيم صلاة الجمعة بدلا منه لما كان يعاني من المرض وكبر السن الذين أتعباه كثيرا، فاستجاب الشيخ سليمان المدني لطلبه هذا وأقامها بعد ذلك مباشرة.

تآليفه

لم يكن فقيدنا الغالي يملك من الوقت ما يمكنه من القيام بالتأليف فقد كان وقته مملوءا بالمشاركات الاجتماعية طيلة أيام الأسبوع، ولعل السبب ذلك يعود إلى أن الفقيد كان يرى أن التكثيف من تلك المشاركات في تلك الفترة كان هو الأهم والأجدى من القيام بالتأليف، ولعله يرجع لأسباب أخرى لا نعلمها على وجه الدقة. عموما فقد شرع الشيخ فقيد العلم والدين في تأليف كتاب أسماه ((مفتاح الرشاد في الهداية والإرشاد)) وقد رتبه على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة: الفصل الأول في الأصول الخمسة، والفصل الثاني في الصلاة اليومية، والفصل الثالث في الصلاة غير اليومية، والخاتمة في فوائدها للمصلي، ولكنه للأسف لم يكمل منه إلا الفصل الأول الذي تكلم فيه عن أصول الدين الخمسة بطريقة سهلة ليفهمها الجميع ويستفيدوا منها، وهي طريقة السؤال والجواب فجعل السائل كالابن لرجل وسماه “رشيد” وجعل المجيب كالأب لذلك الابن وسماه “ناصح”، وبدأ الابن رشيد يسأل أباه ناصح فقال: ما معنى الأصول الخمسة وما هي، فأجابه الأب ناصح: الأصول الخمسة هي التوحيد و… وظل الابن يسأل أباه والأب يجيب عليه مع ذكر بعض الأدلة المختصرة.

وقام فضيلة الشيخ أيضا بطباعة كتيب على نفقته الخاصة تحت اسم ((علماء الإمامية وحكم صلاة الجمعة)).

مدرسته

ومن منطلق حرصه على تعليم المؤمنين أحكام دينهم الحنيف فقد قام فقيدنا الغالي بشراء أرض من عند الحاج عبدالكريم بن الحاج سلمان الجاسم في عام 1965 م وبنى عليها مدرسته الدينية العامرة، وقام بوقفها لتدريس العلوم الدينية، فتوافد عليها الكثير من المؤمنين للدراسة فيها وتلقي العلوم الدينية، فبقيت المدرسة حوزة من الحوزات العلمية في البحرين، وتخرج منها كثير من علماء وخطباء البحرين اللامعين، ولازالت تخرج الكثير ممن يتقلى العلوم الدينية فيها، علما بأن الدراسة فيها تشتمل على فترتين صباحية وهي مخصصة لطلبة علوم الدين المتخصصين، ومسائية وهي مخصصة لتعليم الصغار والصبيان أحكام دينهم التي يحتاجونها في اليوم والليلة من طهارة وصلاة وعقائد وقراءة القرآن والأخلاق وسيرة الأئمة المعصومين (ع) إلى غير ذلك من العلوم مما يدرس فيها.

وفي الثالث عشر من شهر محرم الحرام من سنة 1413 هـ أصدر إجازة إلى سماحة العلامة الشيخ سليمان المدني (دام ظله) يعهد فيها إليه بالقيام بتولي شئون المدرسة الدينية والإشراف عليها، فقبل العلامة المدني ذلك وقام به حق قيام وهي إلى الآن تحت يده، نفع الله تعالى بها واقفها ومن تحمل ما تحمل من أجل إنشائها والإبقاء عليها معلما من معالم الدين فضيلة الشيخ عبدالحسن ـ ره ـ وجعلها له من الصدقات الجارية التي لا ينقطع نتاجها وثوابها، ونفع الله بها المؤمنين آمين رب العالمين.

مشاركاته الإجتماعية

وقد كانت أغلب أوقات فقيدنا الغالي مخصصة للمشاركات الاجتماعية، ومن هذه المشاركات:

1) زياراته للمرضى.

2) زياراته للعائدين من الأسفار وخصوصا من كان مسافرا لزيارة بيت الله الحرام أو أحد المعصومين (عليهم السلام).

3) حضوره إلى الفواتح وتعزيته لأصحابها.

4) حضوره إلى الأعراس وتهنئته لأصحابها.

5) زياراته الدورية الدائمة لمجالس بعض المؤمنين في المنطقة والتي كانت بمثابة المحاضرات المتكررة إذ أن هذه المجالس غالبا ما تكون مجالسا علمية، وقد قام الشيخ الفقيد بتوزيع وقته طوال الأسبوع على هذه البيوت، في الصباح وفي العصر وفي المساء، ومن هذه البيوت نذكر سبعة عشر بيتا في مناطق مختلفة على سبيل المثال لا الحصر :

1) بيت الشيخ حسن زين الدين في المصلى.

2) بيت الحاج جاسم بن أحمد بن جاسم في عين الدار.

3) بيت الحاج محسن عبدالرحيم وأخيه الحاج أحمد عبدالرحيم.

4) بيت الملا جاسم في السنابس.

5) بيت الحاج جمعة وأخيه الحاج فضل في عين الدار.

6) بيت الحاج رضي وأخيه الحاج حسن في جبلة حبشي.

7) بيت الحاج عبد الغني في فريق البناية.

8) بيت الحاج محسن الحمر في عين الدار.

9) بيت الحاج جعفر فردان في المصلى.

10) بيت الحاج منصور سند فريق السلطاني.

11) بيت السيد علي والد السيد جعفر في كرباباد.

12) بيت الحاج أحمد بن خلف في فريق السلطاني.

13) بيت الحاج حسين في عين الدار.

14) بيت الحاج مسلم في عين الدار.

15) بيت الحاج أحمد البلغة في عين الدار.

16) بيت السيد كاظم في فريق البناية.

17) بيت السيد هاشم بن السيد محمد أسعد في عين الدار.

مشاركاته المادية

وأما مشاركاته المادية فحدث ولا حرج، فقد اشهر كرمه وكثرة عطاءه لكل أحد، فكم زوج أعزبا، وكم عالج مريضا، وكم ساعد يتيما، وكم أعطى أرملة، وكم مد يده للفقراء والمساكين وكم اشتغل في بناء المساجد والمآتم في جدحفص وغيرها، وكم وكم وكم … لا أراها تنتهي.

نعم لست أبالغ إن قلت بأنه كان يصرف آلافا من الدنانير في الأسبوع الواحد، لم يسمع عنه أنه رد فقيرا أو مسكينا أو معدما في يوم من الأيام، وقد كان عطائه بسخاء، وهناك الكثير من العوائل التي كانت تتعيش من مساعداته على مدى العام.

وللعلم فإن أكثر هذه التبرعات كانت من ماله الخاص، والقليل منها كان من الحقوق الشرعية.

تعامله مع العلماء والناس

كان لين العريكة والجانب، يعامل جميع الناس على أنهم أبنائه، وخصوصا العلماء، فمع أنه كان يكبر الجميع سنا إلا أنه كان متواضعا معهم إلى درجة كبيرة جدا، فما كان يقطع أمرا إلا بعد مشاورتهم فيه، مقتديا بالنبي (ص) في ذلك كما جاء في القرآن الكريم: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

ومن أجل ذلك فقد عشقه الناس ومالوا إليه، واحترموه احتراما قلما يحصل لعالم من العلماء غيره.


وفاته ومدفنه

انتقل إلى جوار ربه الرحيم في يوم الأحد الثالث من ربيع الثاني لعام 1417 هـ الموافق للثامن عشر من شهر أغسطس لعام 1996 م، وقد تم تغسيله في ليلة الإثنين ـ قرب الفجر ـ والذي حصل له شرف القيام بتغسيله هو الحاج عباس الحداد بمساعدة فضيلة الشيخ منصور حمادة.

بعد ذلك جيء به إلى بيته حيث بقي المؤمنون المفجوعون به يرتلون آيات القرآن الكريم على روحه الطاهرة إلى حدود الساعة السابعة صباحا، ثم شيعه المؤمنون إلى جامع جدحفص ووضع فيه وظل المؤمنون يرتلون القرآن الكريم على روحه الطاهرة إلى حدود الساعة الثامنة صباحا، ثم أخرج للصلاة عليه حيث تقدم تلميذه سماحة العلامة الشيخ سليمان بن الشيخ محمد علي المدني وأصطف المؤمنون المفجوعون خلفه فصلى عليه صلاة الأموات، وذلك بوصية من الفقيد الغالي، بعد ذلك رفعه المؤمنون على أكتافهم لتشييعه وتوديع ذلك الجثمان الطاهر حيث طافوا به شارع جدحفص ثم شارع سوق جدحفص مارين به على بيته القريب من السوق المذكور ثم شارع المصلى إلى أن وصلوا إلى مقبرة الإمام، ثم وضع في قبره وقام فضيلة الشيخ منصور حمادة بتلقينه، بعدها ألقى أبناؤه المؤمنون عليه النظرة الأخيرة للوداع والتزود منه، ثم دفن، وتلقى العلماء وعلى رأسهم سماحة العلامة الشيخ سليمان المدني وذووه ـ وكلنا ذووه ـ التعازي فيه، بعد ذلك قام العلامة الشيخ سليمان المدني بتلقينه التلقين الثاني.


فاتحته ورثاؤه

وقد أقيمت مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة ثلاثة أيام قرأ فيها فضيلة الشيخ حسن زين الدين والشيخ الملا زهير البلادي والشيخ الملا حسين المعاميري.

ورثاه في آخر ليلة من ليالي الفاتحة كل من الشاعر محمد هادي الحلواكي والشاعر أحمد علي الناصر والشاعر عبدالله حمادة.


أعدّه: الفقير الجاني:

جعفر عبدالله عبدالحسين الشارقي الجدحفصي البحراني

ربيع الثاني لعام 1417 هـ ـ الموافق أغسطس لعام 1996م

—————-


التعليقات الختامية

[1]) فاطر / 28.

[2]) الزمر / 9.

[3]) آل عمران /18.

[4]) المجادلة / 11.

[5]) الأنفال/2 ـ3 ـ4 .

[6]) الكافي ج1 ص 35.

[7]) الكافي ج1 ص 35.

[8]) الكافي ج1 ص 36.

[9]) الكافي ج1ص38.

[10]) الكافي ج1 ص 38.

[11]) الكافي ج1 ص 39.

[12]) الكافي ج1 ص 41.

[13]) الكافي ج1 ص 41.

[14] ) منية المريد.

تعليقات