القُرآنِيُّونَ وَدَعْوى القُرآنِيَّةِ
بقلم : زعيم الخيرالله
القُرآنِيُّونَ عُنْوانٌ جَميلٌ يَختَفُونَ وراءَهُ لِيُسَوِقوا افكارَهم ، ولكن هل هذا العُنوانُ يتطابقُ مَعَ دعوى القُرآنِيَّةِ ؟ لو تَتَبَعْتَ أَفكارَهم لَوَجدتَ أَنَّهُم أكثرُ بُعداً عن القُرآنِيَّةِ واهدافِ القُرآنِ السامية. القُرآنِيُّونَ يَدَّعُونَ أَنَّهُم يتمسكونَ بالقُرآنِ ويدافعون عن مقاصدهِ ولكنَّ أفكارَهم ومقاصدهم وافعالهم أبعدُ ماتكونُ عن القُرآنِيَّةِ . القُرآنِيُّونَ يُلغُونَ السُّنَّةَ ولايعتبرونَها حُجَّةً ويطلقون العنان لافكارهم في فهم القرآن الذي يفسرونَهُ على امزجتهم واهوائهم .
دعوات القُرآنِيينَ انطلقت من شبهِ القارة الهنديَّةِ في نهاية القرن التاسع عشر وبدايةِ القرنِ العشرين ، وانقسموا الى شُعَبٍ كثيرةٍ .
لِنَفحَصَ دعاواهم على ضوء القُرآنِ الكريم لنتعرف عن مدى التزامهم بالقرآنِ وعن صدقِ انطباقِ عُنوانِ القُرآنِيَّةِ عليهم .
محوريةُ الرسول(ص) في القُرآنِ الكريم
---------------------------------
اعطى القُرآنُ الكريمُ دوراً محوريّاً للرسول (ص) ولكلِّ رُسُلِ الله تعالى ، فالقرآنُ نفسُهُ أَرجَعَ الامةَ الى الرسول (ص) . يقول الله تعالى :
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). الحشر: الاية: (7). اللهُ تعالى أَرجَعنا الى الرسولِ(ص) وجعلهُ مصدراً للتلقي ومرجعيّةً يُرجَعُ اليها بينما القُرآنِيُّونَ أزاحوا مرجعيَّتَهُ وأعطوا انفسَهم مرجعيةَ فهم كلامِ الله تعالى .
والقرانُ الكريم أعطى للرسول دورَ بيانِ القُرآنِ الكريم . يقول الله تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ). ابراهيم: الاية:(4). وقوله تعالى :
(أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).النحل: الاية: (44). بينما القُرآنِيُّونَ ازاحوا مهمة الرسول(ص) البيانِيَّةِ واعطوا لانفسهم مهمة البيان .
والدَّورُ الآخر للرسول (ص) هو دور القدوة والاسوة ، يقول الله تعالى :
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ). الانعام: الاية: (90)، وقوله تعالى :
(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).الاحزاب: الاية: (21). فعن أَيَّةِ قُرآنِيَّةٍ يتحدثُ هولاء وهم يرفضون آياتِ الله الواضحةِ الدلالة.
ومن وظائف الرسول(ص) هو الرجوع اليه عند التنازع :
(فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). النساء: الاية: (59) ، والاية جعلت من لايحتكم في نزاعاته الى الرسول لايؤمن بالله واليوم الآخر بمفهوم الشرط .وكذلك عدم الشقاق مع الرسول والذي يشاقق الرسول(ص) فمصيره جهنم وساءت مصيراً . يقول الله تعالى :
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). النساء: الاية: 115).
ومن مهام الرسول(ص) ، مهمة البلاغ ، يقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). المائدة: الآية: (67). وقوله تعالى:
(وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).النور: الآية: (54) . وقوله تعالى:
(إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ ). الشورى : الاية:48 .
الرسول (ص) امين على وحي الله فهو لاينطق الا وحياً ، يقول الله تعالى :
(وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى). النجم : الاية: 3و4 ) .
استئذان الرسول من الايمان ، هذه مهمة اخرى للرسول وهو ان يستأذن ، يقول الله تعالى:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).النور: الاية:(62).
ومن وظائف الرسول (ص) التعليم ، يقول الله تعالى :
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). ال عمران: الاية: (164)
وظيفة المؤمنين تجاه الرسول ان يطيعوه :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). النساء : الاية: (59).
ومن وظائف الرسول " القبول بقضائه " يقول الله تعالى :
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا). الاحزاب: الاية: (36)، وكذلك قوله تعالى:
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).النساء: الاية: (65)، الاية تنفي ايمان من يجد في نفسه حرجاً من قضاء الرسول(ص) ولايسلم له في قضائه .
وكذلك اتباع الرسول (ص) سبب لمحبة الله لعباده وغفران ذنوبهم .
بعد استعراض هذه الايات البينة في دلالاتها ، نجد ان دورَ الرسول (ص) دوراً محوريّاً في كتاب الله ؛ ولذلك فإن الله تعالى لم ينزل على عباده كتباً دون ان يبعث رسلاً ، وهذا وحده كافٍ في ابطال حجة القُرآنِيين بأنَّهُ لاحاجة لنا الى الرسول والانسان قادر ان يفهم مرادات الله في كتابه . اذن لماذا ارسل الله الرسل ، اذا كان فهمنا كافٍ لاستيعاب مرادات الله تعالى ؟
من خلال استعرضنا لهذه الآيات بدا واضحاً وجليّاً الدور المحوري للرسول في فهم القران وبيانه وتبيين مجمله وتقييد اطلاقه وتخصيص عمومه ، بينما القُرآنيون نفوا هذه الادوار عن الرسول(ص) واعطوها لانفسهم .اتها ، نجد ان دورَ الرسول (ص) دوراً
محوريّاً في كتاب الله ؛ ولذلك فإن الله تعالى لم ينزل على عباده كتباً دون
ان يبعث رسلاً ، وهذا وحده كافٍ في ابطال حجة القُرآنِيين بأنَّهُ لاحاجة لنا
الى الرسول والانسان قادر ان يفهم مرادات الله في كتابه . اذن لماذا ارسل الله
الرسل ، اذا كان فهمنا كافٍ لاستيعاب مرادات الله تعالى ؟
من خلال استعرضنا لهذه الآيات بدا واضحاً وجليّاً الدور المحوري للرسول في فهم
القران وبيانه وتبيين مجمله وتقييد اطلاقه وتخصيص عمومه ، بينما القُرآنيون
نفوا هذه الادوار عن الرسول(ص) واعطوها لانفسهم .