علوي السيد أحمد الغريفي

 سماحة العلامة السيد علوي السيد أحمد الغريفي

1339 هـ – 1919 م

نسبه:

هو السيد علوي ابن السيد أحمد ابن السيد هاشم ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد علوي ابن السيد أحمد المقدس ابن السيد هاشم ابن السيد علوي عتيق الحسين ابن السيد حسين البحراني المتصل بالإمام الكاظم (عليه السلام)

مولده:

ولد السيد الغريفي من أبوين علويين و كان يوم ولدته الخامس عشر من شعبان الذي يصادف يوم ولادة الإمام المهدي (عج) لسنة 1339 هـ – 1919 م وكانت ولادته في منطقة النعيم (غرب المنامة).

ووالده السيد أحمد من قرية عالي توفي في النعيم ودفن في مقبرتها و كان عمر السيد حينذاك 12 سنة.

أما والدته فهي السيدة عفيفة بنت السيد محسن الغريفي تنحدر من أسرة علمائية عريقة، وكان لها الدور الكبير في حثه على الدراسة و قد توفيت في النجف الأشرف أيام هجرته إليها لطلب العلم و دفنت في مقبرة الغـري.

أبنائه:

1. المرحوم الشهيد العلامة السيد أحمد من مواليد 1/11/1946م وتوفي في حياة أبيه في 27/7/1985م اثر حادث اليم مفجع زلزل أركان البحرين وما حولها، وشيع تشيعا مهيبا لم ترى البحرين مثله من قبل، ودفن في مقبرة عالي.

2. السيد محمد جعفر ( مراقب في شركة الاتصالات )،متزوج وله من الأبناء أولاد اثنين وأربع بنات ، وهو كاتم سره ومحل ثقته حيث أوكل إليه القيام بأموره الخاصة والعامة، الذي يقوم الآن بمباشرتها.

3. السيد محمد باقر ( موظف في دائرة الأوقاف الجعفرية ) متزوج وله من الأبناء أربعة.

4. السيد حيدر . ( طالب جامعي).

وله من الإناث 5 متزوجات .

نشأته:

نشأ السيد الغريفي يتيما حيث توفي عنه والده وهو في سن الثانية عشرة من عمره، وتكفلت به والدته السيدة عفيفة بنت السيد محسن الغريفي التي كان لها الدور الكبير في حثه على الدراسة ومواصلتها في حياة أبيه وبعدها، حيث كانت تصحبه إلى معلم القرآن ليدرس القرآن الكريم والكتابة عند السيد كاظم بن السيد علي بن السيد علوي بن السيد حسين وختم القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز الحادية عشرة.

أخلاقه ومعاملته:

نورد من سيرته وأخلاقه ما يعرب عن تلك النفسيّة القدسية العلوية التي ترى أن الجهاد في الإصلاح وترويض النفس أولا، والارتقاء في العلم والإرشاد وتوجيه الناس بعد ذلك.

نعم هكذا كان خط السيد الغريفي ونهجه في الحياة، تربية النفس وترويضها وتوجيهها إلى الخط المحمدي الأصيل وخط أهل البيت عليهم السلام حتى إذا انصاعت إلى ذلك وتمكن منها صاحبها وأصبح زمامها بيده (وهو ما عبر عنه “ص” بالجهاد الأكبر) انتقل إلى الخطوة التالية من وعض وإرشاد وتربية للآخرين.

كان حفظه الله يتمتع بأخلاق حميدة وصفات كريمة وسيرة حسنة وسريرة طاهرة، لين العريكة، لطيف المعشر ، قمة من التهذيب في سلوكه ومعاملته مع الآخرين خاصة أبنائه وأهله.

عرف عنه بساطته وتواضعه مع تلامذته يحترمهم ويوقرهم ويستمع إلى رأيهم خاصة ممن يجد فيه الجد في التحصيل والدراسة. فان للعلم والعلماء منزلة خاصة عنده ، حتى إننا رأينا في معاملته مع ابنه السيد احمد (ره) حيث انه يعامله معاملة خاصة لما يتمتع به رحمه الله من علم ورأي ونبل وتقى، كان يستمع إلى رأيه ويناقشه فيه مناقشة العالم للعالم فإذا رأى فيه الدليل القوي و الحجة الدامغة تبناه واخذ به، وإلا أرشده ووجهه بطريقة سلسة احتراما لعلمه ومقامه، ولما سمع بخبر وفاته تجلد وصبر واحتسبه عند الله وكثيرا ما اسمعه يقول “الآن فقدت بصري”، ولم يهدأ له بال حتى أرسل حفيده السيد محمد هادي ابن السيد احمد (ره) إلى قم المقدسة لمواصلة الدراسة الحوزوية عسا أن يراه خلفا لأبيه وحلقة وصل لهذه الأسرة العلمية العريقة، نسال الله سبحانه وتعالى أن يحقق أمنيته ويبلغه فيه وفي أخوته.

كانت له عناية خاصة بأهله، يحرص على صلتهم وتفقدهم ورعايتهم وقضاء حوائجهم.

دراسته في البحرين:

واصل السيد دراسته الحوزوية في وطنه البحرين وهو لم يبلغ الخامسة عشرة بعد، فبدأ بالمقدمات المتعارفة في اللغة العربية والمنطق والبلاغة والأصول والفقه.

وكان من أساتذته في البحرين:

1. العلامة الشيخ عبد الله المصلي (ره): درس عنده كتاب قطر الندى وتبصرة المتعلمين و كتاب وسيلة النجاة للسيد أبو الحسن الأصفهاني.

2. العلامة الشيخ محمد علي حميدان (ره): درس عنده ألفية ابن مالك و لكن الدرس لم يستمر .. بسبب انشغال الشيخ في القضاء و الخطابة الحسينية.

3. العلامة الشيخ باقر العصفور (ره): أكمل عنده كتاب ألفية ابن مالك، ودرس عنده كتاب شرائع الإسلام، وحاشية الملا عبد الله في المنطق.

4. العلامة الشيخ عبد الله بن محمد صالح آل طعان (ره): درس عنده البلاغة و بعض أجزاء اللمعة الدمشقية ، وكتاب معالم الدين(في الأصول)، وحضر معه في الدرس الشيخ محمد علي زين الدين (الدرازي) (ره) والشيخ منصور الشيخ محمد الستري (ره) والشيخ حسين الشيخ عباس الجزيري (ره).

5. آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي (ره): درس عنده بعض أجزاء اللمعة الدمشقية (الجزء الثاني وكتاب المواريث و القضاء) ودرس عنده السطوح في كتاب المكاسب في الفقه والكفاية و الرسائل في الأصول وكتاب العروة الوثقى (في الميراث).

وكان الدرس في مسجد الخواجة و مسجد بن خميس الكائنين في وسط المنامة، وممن حضر معه الدرس الشيخ منصور الشيخ محمد الستري (ره) والشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور حفظه الله ورعاه والسيد محمد صالح العدناني وغيرهم.

ذهاب بصره:

عندما بلغ السيد الغريفي سن الثامنة عشر أصابه مرض الجذري في عينيه وأطرافه وكان هذا المرض شائعا ذلك الوقت في البحرين ومنطقة الخليج، ولم يكن الطب متقدما ولا الدواء متوفرا فزادت حالته يوما بعد يوم إلى أن ذهب بصره.

حفظه:

كان السيد الغريفي دائم القراءة محبا إليها يبحث دائما عن الجديد من المسائل والبحوث العلمية، كان نشطا ذا ذكاء حاد وذاكرة قوية وذهن وقاد له ملكة في الحفظ ونظرة بعيدة في استيعاب الأمور وتحليلها.

دراسته في النجف الأشرف:

لم يكن فقد البصر عائقا أو مانعا أو مهبطا من عزيمة السيد الغريفي من مواصلة دراسته فبعد أن أنهى السيد الغريفي دروس المقدمات و شيء من دروس السطوح على يد علماء البحرين الفضلاء، هاجر إلى مدينة العلم و العلماء النجف الأشرف وقد تلقى الدروس العليا فيها عند أكبار الفقهاء.

أولا : دروس السطوح، حضر عند كل من :

1. آية الله الشيخ عباس الرميثي (ره) (وهو من أهل الحلة) في كتاب الكفاية و المدارك و المسالك الجزء الثاني.

2. الشيخ علي سماحه الحلي (ره) تتمة كتاب الكفاية و كتاب الرسائل.

3. آية الله السيد باقر الشخص (ره) (وهو إحسائي الأصل) تتمة كتاب المدارك و كتاب المطّول.

4. السيد هاشم الإحسائي (ره) الأصول في كتاب الرسائل.

: دروس بحث الخارج

1. آية الله السيد باقر الشخص (ره) في الفقه

2. آية الله الشيخ عباس الرميثي (ره) في الفقه و الأصول

3. آية الله السيد علي الفاني الأصفهاني (ره) في الفقه و كان البحث على متن المدارك و الحدائق.

4. المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ره) في الفقه وكان البحث على متن المسالك (وكانت الدروس تلقى في منزل السيد الحكيم وبعد ذلك انتقلت إلى مسجد عمران)

5. المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (ره) في الفقه على متن العروة الوثقى ، و الأصول وكانت الدروس في مسجد الخضراء.

وانشغل السيد بالدراسة لم ينقطع عنها، يحضر الدرس حتى إذا كان مريضا.

وكان الذي يصحبه إلى الدرس المرحوم الشيخ محمد سعيد القطيفي حيث كان ابنه السيد أحمد في المدرسة، وإذا رجع إلى المنزل يقرر له البحث ابنه السيد أحمد.

رجوعه إلى البحرين:

بعد رجوع السيد الغريفي إلى وطنه البحرين باشر تدريس المقدمات مثل كتاب شرائع الإسلام في الفقه وكتاب قطر الندى وألفية ابن مالك في النحو وبعض أجزاء اللمعة الدمشقية.

وكانت الدروس في مجلسه في النعيم و أصبح مجلسه عامرا مكتضا بطلبة العلوم الدينية، وقد حضر عنده الدرس بعض العلماء الأعلام الذين يشار إليهم اليوم بالبنان وأكملوا دراستهم بعد ذلك في النجف الأشرف وقم المقدسة منهم:

1. ابنه سماحة الحجة السيد أحمد السيد علوي (ره)

2. سماحة الحجة السيد عبد الله الغريغي حفظه الله ورعاه.

3. سماحة الحجة الشيخ عيسى احمد قاسم حفظه الله ورعاه

4. سماحة الحجة الشيخ عبد الأمير الجمري حفظه الله ورعاه وأعاده إلى وطنه سالماً.

ومن تلامذته:

1- العلامة الخطيب الشيخ احمد مال الله حفظه الله ورعاه.

2- العلامة السيد شرف الخابوري حفظه الله ورعاه.

3- العلامة الشيخ عباس الريس (ره)

4- الخطيب والشاعر الحسيني الملا محمد علي الناصري(ره)

5- الشيخ عبد علي محمد حسن أبو علي (ره)

6- السيد عبد الله المحرقي حفظه الله ورعاه

7- الشيخ عبد الله الغديري المنوي حفظه الله ورعاه.

8- الشيخ مجيد عبد الله الحداد حفظه الله ورعاه.

9- الشيخ محمد عبد الله نوح حفظه الله ورعاه.

وغيرهم الكثير ممن درسوا عنده وتخرجوا على يديه.

نشاطاته:

بالإضافة إلى الدرس والتدريس كان يلقي في مجلسه بعد صلاة العشاء بصورة منتظمة درس في الفقه في كتاب منهاج الصالحين للسيد أبو القاسم الخوئي (ره)، وكان الكثير من الشباب يحضرون درسه ويتزودون من علمه، وكان مجلسه مفتوحا صباحا ومساء للرد على أسئلة المؤمنين واستفساراتهم وقضاء حوائجهم ومساعدتهم في أمور دينهم ودنياهم، بالإضافة إلى تصديه إلى أمور التزويج والطلاق. كما كان يستمع لمشاكل المتخاصمين ويصلح فيما بينهم ويوجههم إلى الطريق الصحيح.

الحوزة العلمية:

أسس الحوزة العلمية منذ رجوعه إلى البحرين أي منذ ما يقارب 38 عاما، وكانت بدايتها في مجلسه المتواضع الصغير حيث كان هو وابنه السيد أحمد (ره) يدرسون فيها، إلى أن ازداد عدد الطلبة والمدرسين وأصبحت الحاجة إلى مكان أوسع، وفرت له الأوقاف الجعفرية هذا المكان الذي توجد الحوزة فيه الآن، فما كان منه إلا أن وسع فيها وافتتح حوزة خاصة للنساء وكان ذلك في عام 1990م،فانتظمت فيها الطالبات من جميع أنحاء البحرين ، فأمر السيد بان توفر المواصلات تسهيلا لهن و لتشجيعهن على الدراسة ومواصلتها.

صلاة الجماعة:

كان السيد الغريفي يؤم الجماعة قبل ذهابه إلى النجف الأشرف و كان عمره 18 سنة، وأول مسجد صلى فيه الجماعة مسجد السيد محمد الكائن في غربي النعيم، و بعد رجوعه من النجف الأشرف تصدى لصلاة الجماعة في مسجد الشيخ يعقوب (القريب من منزله) الثلاث الفرائض وبسبب ضيق المكان وقدمه انتقلت الصلاة إلى مصلى النعيم، كما كان يصلي بصورة منتظمة في:

• ليلة السبت – مسجد الأمام علي (ع) في قرية عالي.

• ليلة الأربعاء – مسجد الزهراء في القفول.

• ليلتي الخميس والجمعة – مسجد الأمام الصادق في القفول.

• يوم الجمعة – مسجد الخواجة في وسط المنامة.

عبادته:

كان مواضباً على النوافل وقراءة القرآن الكريم والأذكار والأدعية خاصة بعد صلاة الفجر حيث يعقبها بالمأثورات حتى طلوع الشمس.

يحث دائما على قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه حتى انه يحضر مدرسين خاصين لأبنائه وأحفاده في العطلة المدرسية ليدرسوهم القران الكريم وعلومه.

مداوما على زيارات أهل البيت عليهم السلام وخاصة زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وحضور المجالس الحسينية ولو كان مريضا، وإقامة المجلس الحسيني أيام الجمعة والمناسبات في مجلسه.

مكتبته:

أسس السيد الغريفي مكتبة حاوية شاملة بدء في اقتنائها وجمعها منذ أن كان في سن الرابعة عشر، و كان يقتني الكتب من عدة مكتبات وأفراد حتى انه إذا أراد احد أصدقائه أو معارفه السفر وسأله حاجة أوصاهم بان يحضروا له الكتب التي لا تتوافر في البحرين.

و لم تقتصر مكتبته على الكتب الدينية فقط بل قد أصبحت مكتبة زاخرة بالكتب المتنوعة في مصادرها و بحوثها، كما إنها تضم بعض الكتب القديمة والمخطوطات.

وكان السيد الغريفي شديد التعلق بالكتاب والمطالعة يتعرف على الكتاب وهويته ومحتواه قبل أن يضمه إلى مكتبته وبعد ذلك يقرؤه من خلال بعض أبنائه و أقربائه وأصحابه مثل أبنه السيد أحمد و السيد عبد الله الغريفي والأستاذ عبد علي باقر آل خلف والشيخ مجيد الحداد والشيخ محمد نوح وحفيده السيد علي وبقية أحفاده.

إجازاته:

نظرا إلى تحصيله العلمي ومعارفه بالأحكام الشرعية وترويجه أحكام الدين وشريعة سيد المرسلين وهداية المؤمنين، ولما يتصف به من تقوى وورع جعله محل ثقة واطمئنان للخاص والعام.

فأجازه العلماء الأعلام في الرواية عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، وللتصدي للأمور الحسبية التي تناط مباشرتها بأذن الحاكم الشرعي.

وممن أجازه في ذلك حسب التاريخ:

آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي (ره)

آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ره)

آية الله العظمى السيد محمد الجواد الطباطبائي التبريزي (ره)

آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (ره)

آية الله العظمى السيد علي الفاني الأصفهاني (ره)

آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (ره)

آية الله العظمى السيد محمود الحسيني الشاهرودي (ره)

آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (ره)

آية الله العظمى الشيخ محمد أمين زين الدين (ره)

آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (ره)

آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبيكاني (ره)

آية الله العظمى الشيخ محمد الأراكي (ره)

آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله

آية الله العظمى الشيخ ميرزا جواد التبريزي حفظه الله

آية الله العظمى الشيخ الميرزا التبريزي حفظه الله

آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله حفظه الله

قال فيه أحد تلامذته وهو سماحة الحجة العلاّمة السيد عبدالله الغريفي حفظه الله ورعاه :

ومن أهم ما يميز سيدنا الاستاد السيد علوي الغريفي حفظه الله وأبقاه:

(1) الشفافية الروحية التي تجتذب القلوب والنفوس، فكل الذين عاشوه وألفوه أصبحوا مأسورين لشفافيته الروحية، مما يعطى للجلوس معه نكهة خاصة يعرفها الذين يجالسونه ويعاشرونه ويخالطونه.

(2) ذكاؤه الحاد، وذاكرته القوية،فرغم حرمانه من البصر في وقت مبكّر إلا أنه استطاع أن يتوفر على مستوى علمي متقدم، وأن يحظى بدرجات عالية من التحصيل الحوزوي، ويبد وذلك واضحاً من خلال دروسه وحواراته ومناقشاته في مسائل الفقه والأصول، وفي مطالب اللغة والنحو والبلاغة والمنطق والكلام، ومما يميّزه في هذا المجال أنه كان يستثمر لفاءاته مع العلماء والفضلاء في إثارة المباحث العلمية الجادة والهادفة إيمانا منه بضرورة توظيف الوقت والاستفادة منه في تنمية الكفاءات والقدرات، وتحريك الذاكرة العلمية.

(3) شغفه الكبير جداً بقراءة الكتب في شتى المجالات، وقد لازمته زمناً طويلاً، كنت أقرأ له، فما وجدته يمل من متابعة المدونات المطبوعة والمخطوطة، ولم تكن متابعاته من أجل الترف الذهني، وإنما من اجل التحصيل والاستفادة، واستيعاب المضامين والمطالب والأفكار وكان يملك قدرة متميزة في التعاطي مع الكتب والمدوّنات، وقد منحته هذه القراءات والمتابعات رصيداً علمياً جيداً، ولو قدّر له أن يستمر في الحوزة العلمية، وأن يتحرك في أجوائها لكان له شأن كبير

(4) منذ أن بدأ استقراره في البحرين بعد عودته من النجف الأشرف كان همه الكبير أن يؤسس لحركة علمية هادفة، فانطلق من خلال مجلسه ليشكّل حوزة نشطة فاعلة احتضنت أعداداً من الطلاب والدارسين للفقه والأصول، والمنطق وعلوم اللغة، وقد أنتجت هذه الحوزة الكثير من العلماء ممن أصبح لهم حضورهم الكبير في الساحة البحرانية.

(5) التواصل الاجتماعي أحد الخصائص البارزة التي تميز حياة السيد الغريفي فكان جزء كبير من وقته يخصصه للعلاقات والزيارات واللقاءات، مما خلق له حضوراً في أوساط الناس وفي قلوبهم وعواطفهم فأحبوه وأخلصوا له وليس على مستوى منطقة النعيم التي كان يسكنها بل على مستوى مناطق البحرين كلها.

تعليقات