السؤال :
هل أنّ الزهراء (عليها السلام) معصومة بالعصمة التامة أم لا؟ ارجو ان تكون الاجابة مقومة بالدليلين النقلي والعقلي.
الجواب :
هناك عدة آيات وروايات تدل على عصمتها (عليها السلام) ، منها آية التطهير التي تدل بالصراحة على عصمتها (عليها السلام) ، والتي لا شبهة ولا خلاف في كون الزهراء (عليها السلام) داخلة تحت هذه الآية المباركة .
هذا مضافاً الى أنها (عليها السلام) بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا يعقل أن تكون بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير معصومة . وأما بالنسبة الى ضرورة عصمتها (عليها السلام) ، فليست العصمة دائرة مدار الإمامة حتى يقال بأن الزهراء (عليها السلام ) لم تكن إماماً ، وانما العصمة منزلة الهية توجد عند الانسان بفضل قربه من الله سبحانه وتعالى ، ويترتب على ذلك وجوب اطاعته والاقتداء به ، وان الله تعالى يجعله حجة بينه وبين الخلق، ومن يحتجّ به الله تعالى لابد وأن يكون معصوماً .
الزهراء (عليها السلام) معصومة بالعصمة التامة من جميع الذنوب والمعاصي، وهناك أدلة كثيرة على ذلك [وقد أجمع المفسرون على أن آية التطهير في من اشتمل عليهم الكساء وهم النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام).
واللام الداخلة في كلمة ليذهب الواردة في آية التطهير تفيد الاستغراق الجنسي أي نفي عموم الرجس وليست هناك قرينة متصلة أو منفصلة على تخصيص ذلك بنوع خاص أو معين من الرجس]. (أنظر فاطمة الزهراء الحوراء الانسية ص107) . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)، فاذا كان غضبها موافقاً لغضب الله في جميع الأحوال وكذلك رضاها فهذا يعني أن رضاها وغضبها يوافقان الموازين الشرعية في جميع الأحوال وأنها لا تعدو الحق في حالتي الغضب والرضا، وفي ذلك دليل ساطع على عصمتها (عليها السلام) (أنظر سيدة النساء فاطمة الزهراء ص89 ) .
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، ووجه دلالته انه لازم بين أهل بيته والقرآن الكريم المعصوم وما لازم المعصوم فهو معصوم.
مركز الأبحاث العقائدية